عند المصيبة ثم أتى مجلسه فدعا بدهن فادهن وبكحل فاكتحل وببردة فلبسها وأكثر في يومه ذلك من التبسم ينوي به ما ينوي ثم قال إنا لله وإنا إليه راجعون في الله خلف عن كل هالك هلك وعزاء من كل مصيبة ودركا لكل ما فات-
وروي أن قوما كانوا عند علي بن الحسين (ع) فاستعجل خادما بشواء في التنور فأقبل به مسرعا فسقط السفود من يده على ولد علي بن الحسين (ع) فأصاب رأسه فقتله فوثب علي بن الحسين (ع) لما رأى ابنه ميتا قال أنت حر لوجه الله تعالى أما إنك لم تتعمده ثم أخذ في جهاز ابنه
وعن الأحنف بن قيس قال تعلموا العلم والحلم والصبر فإني تعلمته فقيل له ممن قال من قيس بن عاصم وقيل وما بلغ من حلمه قال كنا قعودا عنده إذ أتي بابنه مقتولا وبقاتله مكبولا فما حل حبوته ولا قطع حديثه حتى فرغ ثم التفت إلى قاتل ابنه فقال يا ابن أخي ما حملك على ما فعلت قال غضبت قال أوكلما غضبت أهنت نفسك وعصيت ربك وأقللت عددك اذهب فقد أعتقتك ثم التفت إلى بنيه فقال يا بني اعمدوا إلى أخيكم فغسلوه وكفنوه فإذا فرغتم منه فأتوني به لأصلي عليه فلما دفنوه قال لهم إن أمه ليست منكم وهو من قوم آخرين فلا أراها
صفحة ٥٧