العبودية فكرامات الله تعالى في الحقيقة نهايات بداياتها البلاء وبدايات نهاياتها البلاء ومن خرج من شبكة البلوى جعل سراج المؤمنين ومؤنس المقربين ودليل القاصدين ولا خير في عبد شكا من محنة تقدمها آلاف نعمة وتتبعها آلاف راحة ومن لا يقضي حق الصبر على البلاء حرم جزاء [قضاء] الشكر في النعماء كذلك من لا يؤدي حق الشكر في النعماء يحرم عن جزاء [قضاء] الصبر في البلاء ومن حرمها [حرمهما] فهو من المطرودين وقال أيوب (ع) في دعائه اللهم إنه قد أتى علي سبعون في الرخاء فأمهلني حتى يأتي علي سبعون في البلاء وقال وهب البلاء للمؤمن كالشكال للدابة والعقل للإبل
وهذا الفصل كله من كلام الصادق ع
فصل
وقال الصادق (ع) الصبر يظهر ما في بواطن العباد من النور والصفاء والجزع يظهر ما في بواطنهم من الظلمة والوحشة والصبر يدعيه كل أحد ولا يبين [يثبت] عنده إلا المخبتون والجزع ينكره كل أحد وهو أبين على المنافقين لأن نزول المحنة والمصيبة يخبر عن الصادق والكاذب وتفسير الصبر ما يستمر مذاقه وما كان عن اضطراب لا يسمى صبرا وتفسير الجزع اضطراب القلب وتحزن الشخص وتغير اللون وتغير الحال وكل نازلة خلت أوائلها عن الإخبات-
صفحة ٥٣