صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون وقال أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا وقال إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب فما من قربة إلا وأجرها بتقدير وحساب إلا الصبر ولأجل كون الصوم نصف من الصبر وإنه نصف الصبر كان لا يتولى أجره إلا الله تبارك وتعالى كما ورد في الأثر
قال الله تعالى الصوم لي وأنا الذي أجزى به
فأضافه إلى نفسه من بين سائر العبادات ووعد الصابرين بأنه معهم فقال اصبروا إن الله مع الصابرين وعلق النصرة على الصبر فقال- بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين وجمع للصابرين بين أمور لم يجمعها لغيرهم فقال أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون فالهدى والصلاة والرحمة مجموعة للصابرين واستقصاء جميع الآيات في مقام الصبر يطول وأما الأخبار
فقد قال النبي (ص) الصبر نصف الإيمان
وقال (ص) من أقل ما أوتيتم اليقين وعزيمة الصبر ومن أعطي حظه منهما لم يبال ما فاته من قيام الليل وصيام النهار ولأن تصبروا على مثل ما أنتم عليه أحب إلي من أن يوافيني كل امرئ منكم بمثل
صفحة ٤١