خصهم به من دون الناس وصاروا ملحوظين بشرف نظرته- وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون وهذا النوع يختص باسم الرضا وسيأتي في باب خاص والأول لا ثواب عليه لأنه لم يفعله لله وإنما فعله لأجل الناس بل هو في الحقيقة رياء محض فكلما ورد في الرياء آت فيه ولكن الجزع شر منه لأن النفوس البشرية تميل إلى التخلق بأخلاق النظراء والمعاشرين والخلطاء فيفشا الجزع فيهم وإذا رأوا أحوال الصابرين مالت نفوسهم إلى التخلق بأخلاقهم فربما صار ذلك سببا لكمالهم فيحصل منه فائدة في نظام النوع وإن لم يعد على هذا الصابر والصبر عند الإطلاق يحمل على القسم الثاني واعلم أن الله سبحانه قد وصف الصابرين بأوصاف وذكر الصابرين في نيف وسبعين موضعا وأضاف أكثر الخيرات والدرجات إلى الصبر وجعلها ثمرة له فقال عز من قائل- وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وقال وتمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا وقال تعالى ولنجزين الذين
صفحة ٤٠