سيأتي الخامس أن ينظر صاحب المصيبة إلى أنه في دار قد طبعت على الكدر والعناء وجبلا على المصائب والبلاء فما يقع فيها من ذلك هو مقتضى جبلتها وموجب طبيعتها وإن وقع خلاف ذلك فهو على خلاف العادة لأمر آخر خصوصا على الأكابر والنبلاء من الأنبياء والأوصياء والأولياء فقد نزل بهم من الشدائد والأهوال ما يعجز عن حملة الجبال كما هو معلوم في المصنفات التي لو ذكر بعضها لبلغ مجلدات-
وقد قال النبي (ص) أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأولياء ثم الأمثل فالأمثل
وقال النبي (ص) الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر
وقد قيل إن الدنيا ليس فيها لذة على الحقيقة إنما لذاتها راحة من مؤلم وهذا أحسن لذاتها وأبهى بهجاتها مباشرة النساء المترتب عليه حصول الأبناء كم يعقبه من قذى أقله ضعف القوى وتعب الكسب والعناء ومتى حصل محبوب كانت آلامه تربو على لذاته والسرور به لا يبلغ معشار حسراته وأقل آفاته في الحقيقة الفراق الذي ينكث الفؤاد ويذهب الأجساد فكلما تظن في الدنيا أنه
صفحة ١٣