ساعة واحدة في عرصة القيامة أو عرضة واحدة على النار مع الخروج منها بسرعة فما ظنك بتوبيخ يكون ألف عام أو أضعافه وبنفخة من عذاب جهنم يبقى ألمها ألف عام ولسعة من حياتها وعقاربها يبقى ألمها أربعين خريفا وأي نسبة لأعلى قصر في دار الدنيا إلى أدنى مسكن في الجنة وأي مناسبة بين خلقان الثياب في الدنيا إلى فاخرها إلى أعلى ما في الدنيا بالإضافة إلى سندس الجنة وإستبرقها وهلم جرا ما فيها من النعيم المقيم بل لو تأملت بعين بصيرتك في هذا المثل وأجلت فيه رؤيتك علمت أن ذلك الكريم الكبير بل جميع العقلاء لا يرضون من ذلك الفقير بمجرد تسليم ولده ورضائه بأخذه بل لا بد في الحكمة من حمده عليه وشكره وإظهار الثناء عليه بما هو أهله لأن ذلك هو مقتضى حق النعمة الرابع أن في الجزع بذلك والسخط انحطاطا عظيما عن مرتبة الرضا بقضاء الله وفي فوات ذلك خطر وخيم وفوات نبيل عظيم فقد ذم الله تعالى من سخط بقضائه-
وقال من لم يرض بقضائي ولم يصبر على بلائي فليعبد ربا سواي
وفي كلامه لموسى (ع) حين قال له دلني على أمر فيه رضاك قال
صفحة ١١