وأما نهر بلخ الذي يسمى جيحون فإنه يخرج من عيون تجري حتىتأتي بلاد خوارزم، وقد اجتاز قبل ذلك ببلاد الترمذ وإسفرائين وغيرها من بلاد خراسان فإذا ورد إلى بلاد خوارزم تفرق في مواضع هناك، ويمضي باقيه فيصب في البحيرة التي عليها القرية المعروفة بالجر جانية أسفل خوارزم، وليس في ذلك الصقع أكبر من هذه البحيرة، ويقال: إنه ليس في العمران بحيرة أكبرمنهالأن طولها مسيرة شهر في نحوذلك من العرض، تجري فيها السفن، وإليها يصب نهر فرغانة والشاش ويمر ببلاد الفاراب في مدينة جديس، وتجري فيه السفن إلى هذه البحيرة، وعليها لمدينة للترك يقال لها المدينة الجديدة، وفيها المسلمون، والأغلب من الأتراك في هذا الموضع الغزية، وهم بواد وحضر، وهذا الجنس من الأتراك هم أصناف ثلاثة: الأسافل، والأعالي، والأواسط، وهم أشد الترك بأسا وأقصرهم، وأصغرهم أعينا، وفي الترك من هو أصغر من هؤلاء على ما ذكر صاحب المنطق في كتاب الحيوان في المقالة الرابعة عشرة والثامنة عشرة حين ذكر الطير المعروف بالغرانيق، وسنذكر لمعا من أخبار أجناس الترك فيما يرد من هذا الكتاب مجتمعا ومفترقا، وبمدينة بلخ رباط يقال له الأخشان على نحو من عشرين يوما منها، وهوآخر أعمالها، وبإزائهم أنواع من الكفار يقال لهم أوخان وتبت، وعلى اليمين من هؤلاء جنس آخر يقال لهم إيغان، ويخرج من هنالك نهر عظيم يعرف بنهر إيغان، وزعم قوم من أهل الخبرة أنه مبتدأ نهر جيحون، وهو نهر بلخ، ومقدار جريانه على وجه الأرض نحو من خمسين ومائة فرسخ، من مبدأ نهر الترك، وهو إيغان، وقيل: أربعمائة فرسخ، وقد غلط قوم من مصنفي الكتب في هذا المعنى، وزعموا أن جيحون يصب إلى نهر مهران السند، يم يذكروا نهر رست الأسود، ولا نهر رست الأبيض الذي تكون عليه مملكة كيماك بيغور، وهم جنس من الترك وراء نهر بلخ، وهوجيحون، جملى هذين النهرين الغورية من الترك، ولهذين النهرين أخبار لم نحط مقدار مسافتهما على وجه الأرض فنذكر ذلك.
نهر جنجس بالهند
وكذلك جنجس نهر الهند، فمبدؤه في جبل من أقاصي أرض الهند مما يلي الصين من نحو بلاد الطغرغر من الترك، ومقدار جريانه إلى أن يصب في البحر الحبشي مما يلي ساحل الهند أربعمائة فرسخ.
نهر الفرات
صفحة ٣٨