المرتجل في شرح الجمل لابن الخشاب

ابن الخشاب ت. 567 هجري
41

المرتجل في شرح الجمل لابن الخشاب

محقق

علي حيدر (أمين مكتبة مجمع اللغة العربية بدمشق)

رقم الإصدار

دمشق

سنة النشر

١٣٩٢ هـ - ١٩٧٢ م

تصانيف

والمذهب الآخر أن ترد الياء، لزوال ما حذفت لأجله وهو التنوين، فتقف عليها في الرفع والجر ساكنةً، فتقول: هذا قاضي، ومررت بقاضي، فإذا وقفت على المنصوب المنون أبدلت من التنوين ألفًا ووقفت عليه وقوفك على الصحيح المنصوب المنون، فقلت: رأيت قاضيًا كما تقول: رأيت زيدًا، فإن وقفت عليه وفيه الألف واللام كان لك أيضًا فيه مذهبان، أجودهما إثبات الياء، بعكس حكمه إذا وقفت عليه منكورًا، فتقول: هذا القاضي، ومررت بالقاضي، ويجوز أن تقف بلا ياء وهو المذهب الآخر فيه، فتقول: هذا القاض، ومررت بالقاض، فإن وقفت منصوبًا أثبت الياء لا غير، فقلت: رأيت القاضي، كما تقول: رأيت الرجل. واختلفوا في المنقوص، إذا وقفت عليه منادى، كقولك: يا قاضي ويا رامي، فاختار بعضهم إثبات الياء وقال: هذا موضع لا يلحق فيه التنوين، فحكمه حكم ما فيه الألف واللام، هذا إذا كان المنادى معروفًا واختار آخرون حذف الياء، وقالوا: النداء باب تغيير وحذف وتخفيف ولهذا دخله الترخيم فقالوا في الوقف عليه: يا قاض ويا رام. فأما ياء مري – وهو اسم الفاعل من أريت – فمثبتة في النداء إذا وقفت عليها عند الجميع لأجل الحذف الذي لزم الاسم، إذا كان الأصل مرئيًا، ثم ألزم تخفيف الهمزة، وهي عبنه، فلو حذفت ياؤه – وهي لام الاسم – لبقي الاسم على حرفين، أحدهما مزيد – وهو الميم – والآخر أصلي – وهو الراء -، وذلك إجحاف بالكلمة. ولك في الضرورة إسكان ياء المنقوص في النصب، فيجري في أحواله الثلاث على حالة واحدة (١)، قال أبو العباس (٢): وهي من أحسن الضرورات، وصدق. وأنشدوا شاهدًا على ذلك أبياتًا كثيرة منها قوله:

(١) في (ج) و(د): فيجري حينئذ على سنن واحد في أحواله الثلاث. (٢) محمد بن يزيد المبرد (٣١٠/ ٨٢٦ – ٢٨٦/ ٨٩٩)، مولده بالبصرة ووفاته ببغداد. طبقات النحويين ١٠٨ – ١٢٠، إنباه الرواة ٣: ٢٤١، بغية الوعاة ١ أ ٢٦٩. يقول المبرد في المقتضب ٤: ٢١ "ويضطر الشاعر إلى إسكانها أي "الياء" فيكون ذلك جائزًا له".

1 / 42