أنشده بالنصب وعليه المعنى، فلا شاهد حينئذ فيه. وأنشدوا في الجر:
(لا بارك الله في الغواني هل ... يصبحن إلا لهن مطلب (١»
والشاعر إذا اضطر راجع الأصول المرفوضة لإقامة وزنه وقافيته.
فإذا نصبت المنقوص لحق بالصحيح فتحركت ياؤه بالفتحة لخفتها، فقلت: رأيت قاضيًا كما تقول: رأيت رجلًا.
وهذا الاسم المنقوص يستعمل على ثلاثة أضرب، إما منكورًا وإما معرفًا بالألف واللام، وإما مضافًا، وحكمه في المواضع الثلاثة حكم واحد في إسقاط حركتي الجر والرفع من يائه، استثقالًا لهما عليها، إلا أنه إذا كان منكورًا، ولحقه التنوين حذفت ياؤه كما قدمنا لالتقاء الساكنين، فإذا استعمل بالألف واللام ثبتت ياؤه ساكنة، لأنه لم يلقها ما تحذف من أجله، إذ كانت الألف واللام لا تجامع التنوين، فتقول: هذا القاضي ومررت بالقاضي، وفي النصب: رأيت القاضي يا هذا، وتقول في الإضافة: هذا قاضيك ومررت بقاضيك ورأيت قاضيك، والأصل هذا قاضيك ومررت بقاضيك، وفعل بالاسم ما ذكرناه.
فإن وقفت على المنقوص منكرًا كان لك في الوقف عليه في حالتي الرفع والجر مذهبان، أجودهما حذف التنوين وإسكان الخرف الذي بقي بعد الحذف اللاحق للياء مكسورًا، فإذا حذفت كسرته للوقف سكن فقلت في الوقف: هذا قاض ومررت بقاض، والياء كما ترى محذوفة في الوقف كما حذفت في الوصل.
_________
(١) الشاهد لعبيد الله بن قيس الرقيات (.. - ٨٥/ ٧٠٤)، أحد بني عامر بن لؤي وهو في الديوان: ٣، الكتاب ٢: ٥٩، الكامل: ١٢١١، المنصف ٢: ٦٧، شرح المفصل، ١: ١٠١، حفني اللبيب ١: ٢٦٨ اللسان (غنى).
1 / 41