رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾ (١) [الضحى: ٥] ولم يجز دخولها في السين، فلا تقول مثلًا: ولسأكرمك (٢).
وليست عند المحققين (٣) - أعني السين - محذوفة من سوف، وإن أعطت معناها وكانت كبعض لفظها، بل كل منهما حرف موضوع برأسه.
وذهب الكوفيون لما رأوا السين تدل من الإخلاص للاستقبال على ما تدل عليه سوف، وأنها كبعض لفظها (٤) إلى أنها محذوفة منها ورووا: سوف أفعل، وسوف أفعل - بحذف الفاء - وسأفعل بحذف الواو والفاء (٥) (وليس باب الحروف الحذف ولا التصرف).
ويدلك على الميزة بينهما أنك تفرق بينهما في التسمية بهما - لو سميت - فتقول: إذا سميت بسوف أو أجريتها اسمًا بإخبارك عنها هذا سوف وإن سوفًا كما قال: إن ليتا (٦)، ولو أردت هذا في السين لقلت فيه: ساء، بما بينوه، فاعلمه (٧).
ومن علاماته اللفظية اتصال تاء الضمير وواوه وألفه ونونه به كقولك: قمت وقاما وقاموا وأشباه ذلك من (٨) ضمائر الفاعلين.
وإنما كانت هذه خاصة للفعل - أعني اتصال هذه الضمائر به - لأنها (٩) فاعلة والفاعل يفتقر إليه الفعل، والأسماء لا تفتقر إلى
_________
(١) الضحى ٩٣: ٥.
(٢) في (ج): لسأكرمك.
(٣) انظر الأصناف ٢/ ٦٤٦، شرح المفصل ٨: ١٤٨، وهو يقصد بقوله "المحققين" البصريين، لأنه قارن بين قولهم وقول الكوفيين.
(٤) وأنها كبعض لفظها: ساقطة من (ب) و(ج).
(٥) انتهى الحرم في (د).
(٦) يشير إلى قول أبي زبيد الطائي (؟):
(ليت شعري وأين مني "لبت" ... أن "ليتا" وأن "لوا" عناء)
(٧) ما بين قوسين ساقط من (أ) و(ب) ومثبت في (ج) و(د).
(٨) في (ج) و(د): من الضمائر.
(٩) في (ج) و(د): لأنها ضمائر الفاعلين والفعل مفتقر إلى الفاعل مظهرًا كان أو مضمرًا والأسماء لا تفتقر إلى الفاعل بحق الأصل لا الظاهر منه ولا المضمر، فلم تتصل ..
1 / 17