المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز
محقق
طيار آلتي قولاج
الناشر
دار صادر
مكان النشر
بيروت
الفصل الثالث: في المجموع في المصحف هل هو جميع الأحرف السبعة التي أبيحت القراءة عليها أو حرف واحد منها؟
ميل القاضي أبي بكر إلى أنه جميعها (١) .
وصرح أبو جعفر الطبري والأكثرون من بعده على أنه حرف منها.
وسننقل من كلام كل منهم ما دل على ما نسبناه إليه:
ومال الشيخ الشاطبي إلى قول القاضي فيما جمعه أبو بكر، وإلى قول الطبري فيما جمعه عثمان ﵄، ودل على ذلك أبياته المتقدمة (٢)، والحق أن يلخص الأمر على ذلك فيقال: المجموع في المصحف هو المتفق على إنزاله المقطوع به، وهو ما كتب بأمر النبي ﷺ، أو ثبت عنه أنه قرأ به أو أقرأ غيره به.
وما اختلفت فيه المصاحف حذفا وإثباتا، نحو "من تحتها" (٣)، ﴿هُوَ الْغَنِي﴾ (٤)، ﴿فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُم﴾ (٥) فمحمول على أنه نزل بالأمرين، وأمر النبي ﷺ بكتابته على الصورتين لشخصين أو في مجلسين، أو أعلم بهما شخصا واحدًا وأمره بإثباتهما.
وأما ما لم يرسم فهو مما كان جوز به القراءة، وأذن فيه، ولما أنزل ما لم يكن بذلك اللفظ خير بين تلك الألفاظ توسعة على الناس وتسهيلا عليهم،
_________
(١) انظر: كتاب الانتصار ١/ ١٠٤و - ١٢٩ظ.
(٢) انظر ص٧٢-٧٣.
(٣) التوبة: ١٠٠، انظر الحاشية رقم ١ ص١١٣.
(٤) الحديد: ٢٤، انظر الحاشية رقم ٧ ص١١٤.
(٥) الشورى: ٣٠، انظر الحاشية رقم ٦ ص١٢٤.
1 / 138