177

(قال) وكانت له خرقة ينش بها الدموع من عينيه (قال): وزعموا أنه صام ستين وقامها... الخ. فهل يكون مثل هذا ثقيلا على الناس مذموما، كلا ولكن منينا بقوم لا ينصفون، فانا لله وإنا اليه راجعون، روى ابن سعد في ترجمة منصور عن حماد بن زيد قال: رأيت منصورا بمكة (قال): وأظنه من هذه الخشبية، وما أظنه كان يكذب... الخ. قلت: ألا هلم فانظر إلى الاستخفاف والتحامل، والامتهان والعداوة المتجلية من خلال هذه الكلمة بكل المظاهر، وما أشد دهشتي عند وقوفي على قوله: وما أظنه يكذب، وي، وي كأن الكذب من لوازم أولياء آل محمد، وكأن منصورا جرى في الصدق على خلاف الأصل، وكأن النواصب لم يجدوا لشيعة آل محمد اسما يطلقونه عليهم غير ألقاب الضعة، كالخشبية والترابية، والرافضة، ونحو ذلك، وكأنهم لم يسمعوا قوله تعالى: «ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان» (1). وقد ذكر ابن قتيبة الخشبية في كتابه المعارف فقال: هم من الرافضة كان ابراهيم الأشتر لقي عبيدالله بن زياد، وأكثر أصحاب ابراهيم معهم الخشب فسموا بالخشبية. اه . (2). قلت: انما نبزوهم بهذا توهينا لهم، واستهتارا بقوتهم وعتادهم، ولكن هؤلاء الخشبية قتلوا بخشبهم سلف النواصب، ابن مرجانة، واستأصلوا شأفة أولئك المردة قتلة آل محمد «فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين» (3)، فلا بأس بهذا اللقب الشريف، ولا بلقب الترابية نسبة الى أبي تراب، بل لنا بهما الشرف والفخر. شط بنا القلم، فلنرجع إلى ما كنا فيه فنقول: اتفقت الكلمة على الاحتجاج بمنصور، ولذا احتج به أصحاب الصحاح الستة وغيرهم مع العلم بتشيعه (4)، ودونك حديثه في صحيحي البخاري ومسلم عن كل من ابي وائل، وأبي الضحى، وإبراهيم النخعي، وغيرهم من طبقتهم، روى عنه *** 179 )

صفحة ١٦٤