وضع الأشياء التي اشتراها جانبا وتوجه في الحال نحو المقعد الواقع أسفل شجرة الجاكرندا في أعلى الحديقة الزرقاء. وعلى المقعد، منكمشا مثل قط صغير، وجد الكشافة الصغير يغط في نوم عميق. وبينما هو يحاول أن يخطو بخفة لكيلا يزعج الطفل، وقعت قدمه على أحد أحجار الإطار فتدحرج من مكانه وأيقظ الاحتكاك الخفيف الطفل. وفي الحال نهض الصغير، مبتسما ابتسامة تودد فاتحا عينين غشاهما النوم لأقصى حد محاولا إثبات أن النوم لم يمسهما منذ الليلة الماضية، ولو قليلا.
في محاولة أخرى لإثبات أن قائد الكشافة دائما ما يكون في حالة من الاستيقاظ واللياقة، تقدم الصغير إلى الأمام وسأل باقتضاب: «ماذا سنفعل الآن؟»
جلس جيمي على المقعد وشد الكشافة الصغير ليجلس بجانبه.
قال جيمي: «إنني متعب.» وتابع: «لقد ذهبت لزيارة سيد النحل، وهو على ما يرام. إنه يبعث إليك بمحبته كما أنه سر كثيرا بهديتك، ويريدك أن تأتي لزيارته ذات يوم في القريب العاجل.»
هز الكشافة الصغير رأسه موافقة. «لكن ماذا سنفعل ما دمت متعبا؟»
ابتسم جيمي.
وسأل: «هل يجب أن تجد نشاطا مفعما بالحركة والحيوية في كل ساعة من ساعات صحوك؟» ثم أضاف: «أليس من الممكن أن تجلس وتتواصل مع روحك من وقت لآخر؟ إذا كنت تواقا جدا لفعل شيء، دعني أقترح عليك شيئا. إنني لا أعلم عن النحل أي شيء من الأشياء التي تعرفها أنت بالفعل. فما رأيك ما دام لديك وقت فراغ أن تقضيه في تعليمي؟»
راح الكشافة الصغير يتفحص جيمي بتمعن. «هل تقصد أنك تريدني أن أعلمك كل ما أعرفه عن النحل، ولديك بالداخل على الرف كل كتب سيد النحل لتتعلم منها؟» «لكن ألم يتعلم سيد النحل العديد من الأشياء وحده؟ ألم يتيسر له من العلم ما يكفي لملء كتاب عن الأشياء التي اطلع عليها خلال خبرته المديدة مع النحل؟ ربما كان بعضها لديه من الأصل. ربما تعلم أنت أشياء ليست موجودة في الكتب.»
عندئذ ضحك الكشافة الصغير. «حسنا، هناك العديد من الأشياء الجيدة التي نود معرفتها وليست موجودة في الكتب. لكن عليك أن تعكف أكثر على دراسة النحل قبل أن تعرف كل ما له صلة به.»
قال جيمي: «حسنا، فلتبدأ من حيث يحلو لك وأخبرني بما لا بد أن أعرفه عن النحل في رأيك.»
صفحة غير معروفة