وولي بعده محمد الأمي بن هارون الرشيد واستمر حتى خلع في رجب سنة ست وتسعين ومئة وحبس ثم أخرج وقتله القائم عليه ودام الحرب بينه وبين عسكر أخيه المأمون عبد الله بن هارون الرشيد حتى ظفر طاهر بن الحسين فقتل الأمين في المحرم سنة ثمان وتسعين ونصب رأسه على وله سبع وعشرون سنة وكانت خلافته ثلاث سنين وأياما وكان ضعيف الرأي مبذلا للأموال لاعبا وصار الخليفة بعده أخوه أبو العباس عبد الله المأمون بن هارون الرشيد واستمر حتى مات في رجب سنة ثمان عشرة ومئتين عن ثمان وأربعين سنة غير أنه في سنة إحدى ومئتين خلع بابن عمه منصور بن المهدي العباسي ولقب منصور بالمرتضى فلم يتم له أمر لضعفه فعدل القائمون في ولاية منصور الى أخيه إبراهيم بن المهدي الأسود فبايعوه بالخلافة ولقبوه بالمبارك وجرت حروب كثيرة شديدة واستمر خليفة مقدار سنتين وقيل سنة واحد عشر شهرا واثني عشر يوما وكانت مدة خلافة المأمون المستقلة نحو عشرين سنة ومن سعادة المأمون أن طاهر بن الحسين أكبر قواده خلع المأمون وأتاه الخبر بذلك صباحا فما أمسى حتى أتاه الخبر بموت طاهر وكان حليما شجاعا جزيل الرأي والعلم والأدب والذكاء وولي بعده أخوه أبو إسحاق محمد المعتصم بن هارون الرشيد واستمر حتى مات في ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومئتين عن سبع
صفحة ٤٧