مغموما على فيه وقيل مات بغير ذلك في رمضان سنة خمس وستين من الهجرة وفيها سار مروان لمصر فاستولى عليها واستخلف عليها ابنه عبد العزيز ثم عاد لدمشق فمات بها وبويع بالخلافة ابنه عبد الملك بن مروان بعهد منه ومضى لصوب العراق ليأخذه من مصعب بن الزبير فخرج عن طاعته في غيبته بدمشق قريبه عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي المعروف بالأشدق فعاد عبد الملك قبل أن يبلغ العراق الى دمشق وخدع عمرا حتى سلمها اليه بأمان ثم ذبحه بعد ذلك بيده فيما قيل صبرا وذلك سنة سبعين من الهجرة ثم مضى عبد الملك لصوب العراق فاستولى عليه وقتل مصعب ابن الزبير بعد أن خذله بعض عسكره وبعث لحرب أخيه عبد الله بن الزبير الحجاج بن يوسف الثقفي في سنة اثنتين وسبعين من الهجرة فنزل الحجاج بالطائف وكان يرسل خيله لصوب مكة ويخرج اليه خيل ابن الزبير فيقتتلون ثم استأذن الحجاج عبد الملك بن مروان في قتال ابن الزبير بالحرم فأذن له في ذلك وأمده بجيش فحصروا ابن الزبير بمكة في آخر سنة اثنتين وحج الناس فيها وابن الزبير محصور وكان يقاتل أهل الشام قتالا شديدا وينتصف منهم أكثر مما ينتصفون منه ولما اشتد عليه الأمر تخلى عنه كثير ممن كان معه حتى بعض بنيه وما صرف ذلك عن قتال أهل الشام وكان يحمل على كل فرقة منهم من أبواب المسجد الذي يقصدونه منه حتى يخرجهم
صفحة ٤١