إثبات عنوان الرسالة، وبيان صحة نسبتها لمصنفها:
عنوان هذه الرسالة كما هو مثبت على الصحيفة الأولى من النسخة الخطية المحفوظة بالظاهرية: "مقدمة كتاب الاستذكار الذي ألفه أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري الحافظ بالأندلس ﵀، في شرح ما رسمه الأمام أبو عبد الله مالك بن أنس الأصبحي في مُوَطَّئِه رواية يحيي بن يحيي الليثي عنه ﵃ أجمعين" (١).
وأطلق الحافظ ابن رجب الحنبلي على هذه الرسالة: "مقدمة إملاء الاستذكار" (٢).
ويبدو لي أن الأنسب هو ما ذكره ابن رجب ﵀ لدلالته بوضوح على مضمون الرسالة، بعكس العنوان الأول الذي يحتمل أن يكون من وضع الناسخ نظرًا لطوله وعدم دقته، والله أعلم
أمّا بخصوص نسبتها إلى الحافظ السِّلفي فلا يتطرق أدنى احتمال للتشكيك في صحة ذلك؛ لقيام الدلائل القاطعة على ذلك منها:
(أ) ورد في أول الرسالة بعد ذكر العنوان نسبتها إليه.
(ب) وجود طباق السماع بآخر الرسالة مسندًا إليه.
(ج) موافقة مضامين الرسالة لما عرف من أخبار عن الحافظ السِّلفي في مصادر ترجمته، كمقامه بالإِسكندرية، وتدريسه بالمدرسة العادلية وغير ذلك.
(د) اقتباس الحافظ ابن رجب الحنبلي في ذيل طبقات الحنابلة (١/ ٢٢٣) من هذه الرسالة مصرحًا باسمها واسم مؤلفها.
_________
(١) نسخة الظاهرية ل ١١٦ ب (ضمن مجموع)، أمّا نسخة الخزانة المحمودية فكتب على أولها: "الجزء الأول من إملاءات في مجالس على موطأ الإِمام مالك"، ويبدو أنه من وضع الناسخ، والله أعلم.
(٢) ذيل طبقات الحنابلة ١/ ٢٢٣.
1 / 14