13- وبه، ثنا عبد الله، ثنا الحسين بن الحسن، ثنا عبد الله بن بكر السهمي، ثنا صاحب لنا، يكنى: أبا واثلة؛
أن معاوية دخلته موجدة على ابنه يزيد، فأرق لذلك ليلته، فلما أصبح، بعث إلى الأحنف بن قيس، فأتاه، فلما دخل عليه، قال:يا أبا بحر، كيف رضاك عن ولدك؟ وما تقول في الولد؟
قال: فقلت في نفسي: ما سألني أمير المؤمنين عن هذا إلا لموجدة دخلته على يزيد، فحضرني كلام لو كنت روأت عنه سنة لكنت قد أجدت.
فقلت: يا أمير المؤمنين، هم ثمار قلوبنا، كماد ظهورنا، ونحن لهم أرض ذليلة، وسماء ظليلة، وبهم نصول إلى كل جليلة، فإن غضبوا يا أمير المؤمنين فأرضهم، وإن طلبوك فأعطهم، يمحضوك ودهم، ويلطفوك جهدهم، ولا تكن عليهم قفلا؛ لا تعطهم إلا نزرا فيملوا حياتك، ويكرهوا قربك.
قال: لله درك يا أحنف! والله لقد بعثت إليك، وإني لمن أشد الناس موجدة على يزيد، فلقد سللت سخيمة قلبي، يا غلام، اذهب إلى يزيد، فقل له: إن أمير المؤمنين يقرئك السلام، وقد أمر لك بمائتي ألف، ومائتي ثوب، فابعث من يقبض ذاك، فأتاه الرسول فأخبره.
فقال: من عند أمير المؤمنين؟
قال: الأحنف.
فبعث رسولا يأتيه بالمال، ورسولا يأتيه بالأحنف إذا خرج من عند أمير المؤمنين فأتاه الأحنف، وأتاه المال.
فقال: يا أبا بحر، كيف رضا أمير المؤمنين؟
فأعاد عليه الكلام الذي كلم به معاوية.
فقال: لا جرم، لأقاسمنك الجائزة، فأمر له بمائة ألف، ومائة ثوب.
صفحة ٢١