٤- حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبةَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سُبَيْعٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ﵁ قَالَ: ثَنَا رَسُولُ اللَّهِ، ﷺ "إِنَّ الدَّجَّالَ يَخْرُجُ مِنْ أَرْضٍ بِالْمَشْرِقِ يُقَالُ لَهَا: خُرَاسَانُ، يَتْبَعُهُ أَقْوَامٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ".
_________
٤ رجاله موثقون:
إلا أن الإسناد يعتريه ما يلي:
أولا: سعيد بن أبي عروبة، وإن كان ثقة حافظا، إلا أنه كان قد اختلط، ثم هو مدلس، وقد عنعن.
ثانيا: المغيرة بن سبيع، وإن كان قد وثقه العجلي وابن حبان، إلا أن العجلي وابن حبان من المعروفين بالتساهل في توثيق المجاهيل.
ويمكن أن يجاب على ما سبق بالآتي ذكره:
أولا: اختلاط سعيد بن أبي عروبة لا يضر ههنا؛ لأن الراوي عنه روح بن عباة، وروح قد روى عنه قبل الاختلاط، ففي "تهذيب التهذيب": "قال الآجري: سماع روح منه قبل الهزيمة".
أما بالنسبة لتدليس سعيد وعنعنته هنا، فقد ذكر بعض أهل العلم متابعة لسعيد، فقالوا: تابعه عبد الله بن شوذب، وممن ذكر هذا المتابع: الترمذي ﵀ والحاكم في "المستدرك".
فقال الحاكم ﵀ بعد إخراجه الحديث: وقد رواه عبد الله بن شوذب، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سُبَيْعٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حريث قال: مرض أبو بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ﵁ ثم كشف عنه، فصلى بالناس فَحَمِدَ اللَّهَ وَأثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قال: أنا لكم ناصح، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقول: "يخرج الدجال من قبل المشرق، من أرض يقال لها: خراسان، معه قوم وجوههم كالمجان".
قلت: إلا أن هذا الجواب عليه بعض التعقب، وسيأتي قريبا.
ثانيا: بالنسبة للمغيرة بن سبيع، فإنه من طبقة التابعين، وكثيرا من العلماء يتجوزون بعض الشيء في توثيق التابعين، ويقبل توثيق العجلي وابن حبان للتابعين؛ وذلك لأن الكذب لم يكن قد تفشى في رواة التابعين تفشيه فيمن بعدهم، ثم هم خير قرن بعد الصحابة رضوان الله عليهم، وهذا إذا لم يكن هذا التابعي قد أتى بشيء مستنكر، وأيضا ما لم يتكلم فيه بجرح، ومن ثم فقد قال الحافظ ابن حجر ﵀ في المغيرة: "ثقة"، إلا أن من سار على القواعد التقليدية في الحكم على الرواة سيحكم على المغيرة بالجهالة؛ لكونه لم يوثق من معتبر؛ فالعجلي وابن حبان من المتساهلين. =
1 / 52