وأمه الصعبة ابنة عبدالله الحضرمي قتل يوم الجمل قتله مروان بن الحكم وكان له ابن يقال له محمد وهو الذى يدعى السجاد وبه كان طلحة يكنى وقتل مع أبيه طلحة يوم الجمل وكان طلحة قديم الاسلام ولم يشهد بدرا (ذكر من مات أو قتل منهم في سنة 37 من الهجرة) منهم عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة ابن عوف بن حارثة بن عامر الاكبر بن يام بن عنس وهو زيد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وبنو مالك بن أدد من مذحج ذكر أن ياسر بن عامر ربما عمار بن ياسر وأخويه الحارث ومالكا قدموا من اليمن إلى مكة في طلب أخر لهم فرجع الحارث ومالك إلى اليمن وأقام ياسر بمكة وحالف أبا حذيفة بن المغيرة بن عبدالله بن عمر ابن مخزوم وزوجه أبو حذيفة أمة له يقال لها سمية بنت خباط فولدت له عمارا فأعتقه أبو حذيفة ولم يزل ياسر وعمار مع أبى حذيفة إلى أن مات وجاء الله بالاسلام فأسلام ياسر وسمية وعمار وأخوه عبدالله بن ياسر وكان لياسر ابن أكبر من عمار وعبد الله يقال له حريث فقتلته بنو الديل في الجاهلية وخلف على سمية بعد ياسر الازرق وكان روميا غلاما للحارث بن كلدة الثقفى وهو ممن خرج يوم الطائف إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع عبيد أهل الطائف وفيهم أبو بكرة فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فولدت للازرق سلمة بن الازرق فهو أخو عمار لامه ثم ادعى ولد سملة أن الازرق بن عمرو بن الحارث بن أبى شمر من غسان وأنه حليف لبنى أمية وشرفوا بمكة وتزوج الازرق وولده في بنى أمية كان لهم منهم أولاد وكان عمار يكنى أبا اليقظان وهاجر عمار بن ياسر في قول جميع من ذكرت من أهل السير إلى أراض الحبشة الهجرة الثانية وذكر ابن عمر عن عبدالله ابن جعفر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين عمار بن ياسر وحذيفة ابن اليمان قال عبدالله بن جعفر إن لم يكن حذيفة شهد بدرا فان إسلامه كان قديما وقالوا جميعا شهد عمار بن ياسر بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن عمر حدثنى عبدالله بن نافع عن أبيه عن ابن عمر قال رأيت عمار بن ياسر يوم اليمامة على صخرة وقد أشرف يصيح يا معشر المسلمين أمن الجنة تفرون أنا عمار بن ياسر هلم إلى وأنا أنظر إلى أذنه قد قطعت فهى تذبذب وهو يقاتل أشد القتال قال ابن عمر وحدثني عبدالله بن أبى عبيدة عن أبيه عن لؤلؤة مولاة أم الحكم بنت عمار بن ياسر قالت لما كان اليوم الذى قتل فيه عمار والراية يحملها هاشم بن عتبة وقد قتل أصحاب على عليه السلام ذلك اليوم حتى كانت العصر ثم تقرب عمار من وراء هاشم يقدمه وقد جنحت الشمس للغروب ومع عمار ضيح من لبن ينتظر وجوب الشمس أن يفطر فقال حين وجبت الشمس وشرب الضيح سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول آخر زادك من الدنيا ضيح من لبن قال ثم اقترب فقاتل حتى قتل وهو ابن أربع وتسعين سنة رحمه الله قال ابن عمر حدثنى عبدالله بن الحارث عن أبيه عن عمارة بن خزيمة ابن ثابت قال شهد خزيمة بن ثابت الجمل وهو لا يسل سيفا وشهد صفين وقال أنا لا أضل أبدا حتى يقتل عمار فأنظر من يقتله فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تقتله الفئة الباغية قال فلما قتل عمار قال خزيمة قد بادنت لى الضلالة ثم اقترب فقاتل حتى قتل وكان الذى قتل عمار بن ياسر أبو غادية المزني طعنه برمح فسقط وكان يومئذ يقاتل فيمحفة فقتل يومئذ وهو ابن أربع وتسعين فلما وقع أكب عليه رجل آخر فاحتز رأسه فأقبلا يختصمان فيه كلاهما يقول أنا قتلته فقال عمرو بن العاص والله إن يختصمان إلا في النار فسمعها منه معاوية فلما انصرف الرجلان قال معاوية لعمرو ما رأيت مثل ما صنعت قوم بذلوا أنفسهم
صفحة ١٥