المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

ابن جني ت. 392 هجري
28

المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

الناشر

دار إحياء التراث القديم

رقم الإصدار

الأولى في ذي الحجة سنة ١٣٧٣هـ

سنة النشر

أغسطس سنة ١٩٥٤م

ولولا تقدير المحذوف من هذه الأسماء ونحوها، لكانت خارجة عما عليه كلامهم، ألا ترى أنه ليس في كلامهم كلمة يجتمع فيها١ أربعة متحركات، فهذه الأسماء الرباعية. وأما الأفعال: فعلى ضربين أيضا: فعل مبني للفاعل، وفعل مبني للمفعول. فالمبني للفاعل لا يكون إلا على مثال فَعْلَلَ وهو على ضربين: متعد وغير متعد. فالمتعدي نحو: "دحرج وخرفج" وغير المتعدي نحو: "خندف وهملج"، والمبني للمفعول لا يكون إلا على "فُعْلِلَ" نحو: "قلقل وزلزل"، فهذا ما في الفصل. الأسماء على خمسة أحرف لا زيادة فيها: قال أبو عثمان: وتكون الأسماء على خمسة أحرف لا زيادة فيها، ولا يكون ذلك في الأفعال؛ لأن الأسماء أقوى من الأفعال، فجعلوا لها على الأفعال فضيلة٢ لقوتها، واستغناء الأسماء عن الأفعال، وحاجة الأفعال إليها، ولا يكون فعل من بنات٣ الخمسة البتة. قال أبو الفتح: اعلم أنه قد عرّف العلة في أن لم يكن فعل من ذوات الخمسة، وأبان عن مذهبه، وقد قال سيبويه في هذا المعنى قولا، أنا أذكره ليضاف إلى هذا القول. وذلك أن الأفعال لم تكن على خمسة أحرف كلها أصول؛ لأن الزوائد تلزمها

١ ظ، ش: فيه. ٢ ظ، ش: فضلية. ٣ ص وهامش ظ: بنات، وظ، ش: ذوات.

1 / 28