المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

ابن جني ت. 392 هجري
262

المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

الناشر

دار إحياء التراث القديم

رقم الإصدار

الأولى في ذي الحجة سنة ١٣٧٣هـ

سنة النشر

أغسطس سنة ١٩٥٤م

فجرى "طِحْت، وتِهْت" مجرى "خِفت"، ثم نقل في المضارع الكسرة من عين الفعل إلى فائه، فسكنت وحصلت قبلها الكسرة، فانقلبت ياء كـ "مِيقَات، ومِيزَان". من العرب من يقول: "تَيّه، وطَيّح": قال أبو عثمان: ومن العرب من يقول: "تيه، وطيح" فهو عند هؤلاء مثل "باع يبيع"، وأخبرني الأصمعي قال: حدثني عيسى بن عمر قال: سمعت رؤبة ينشد: تُيِّه في تِيهِ المتيهين فجعلها من الياء. قال أبو الفتح: إنما ذهب أبو عثمان١ إلى أن "تيه، وطيح"١، ٢ من الياء؛ لأنهما لو كانا من الواو لقالوا: "توّه، وطوّح"٢ كما حكى الخليل. ولمعترض أن يقول٣ ما تنكر أن يكون٣ "تيّه، وطيّح" من الواو إلا أنه لم يأت بهما على "فعّل" فيلزمه "طوّح، وتوّه" بل جاء بهما على "فَيْعَل" نحو "بَيْطَر، وبيقر"، فكأنهما كانا "طَيْوَح، وتيوه" ثم قلب الواو ياء لوقوع الياء الساكنة قبلها، ويكون٤ كقول الهذلي أنشدناه أبو علي: فلما جلاها بالأيام تحيزت ... ثبات عليها ذلها واكتئابها

١، ١ ظ، ش: إلى أنه تيه وطوح. ٢، ٢ ساقط من ظ، ش. ٣، ٣ ساقط من ظ، ش. ٤ ظ: ويقول، وهو خطأ.

1 / 262