المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني
الناشر
دار إحياء التراث القديم
رقم الإصدار
الأولى في ذي الحجة سنة ١٣٧٣هـ
سنة النشر
أغسطس سنة ١٩٥٤م
يبتدئ بزيادة الهمزة ثانية، ولكنه أبدل الألف همزة، كما يقول بعضهم في الوقت: "رأيت رجلا"١على أن الوقف من مواضع التغيير.
وكذلك قول بعضهم: "تَأْبَلْتُ القِدْر" والتَّأْبَل إنما أبدل الألف همزة على ما ذكرت، وليس كذلك شَأْمَل؛ لأن الهمز٢ فاشٍ، والمشهور من تابل وخاتم وعالم ترك الهمز. فأما قول امرئ القيس:
كدأبك من أم الحويرث قبلها ... وجارتها أم الرباب بمأسل
فمفعل من٣ لفظ الأسْلة٣ وليس بفَأْعل٤ كشَأْمل؛ لأن زيادة الميم في أول بنات الثلاثة أكثر من زيادة الهمزة في حشوها، ولا يجوز أن يكون فَعْلَلا؛ لأن الميم في أول بنات الثلاثة نظيرة الهمزة. ولو كانت الهمزة موضع الميم لقضي بزيادتها، وإن كان هذا الجبل الذي اسمه مَأْسَل سَبِطا مستطيلا. فاشتقاقه عندي من أسَلَة الذراع، ومن قولهم: "خد أسيل" كما قال أبو علي في "قَباء" اسم الجبل المعروف: إنه إن كان في هذا الجبل انضمام واجتماع فهو من قولهم: حرف مَقْبُوّ أي: مضموم، فهذا الذي قلت أنا نظير٥ ما قاله.
زيادة الميم آخرا:
قال أبو عثمان: وزادوا الميم غير أول في "زُرْقُم، وسُتْهُم، ودِلْقِم"، ولولا الاشتقاق كان من الأصل، ولكن للاشتقاق٦ كان زائدا.
_________
١ ظ، ش: رجلا بالتنوين، بالنصب بدون همز.
٢ ظ، ش: الهمزة.
٣، ٣ ظ، ش: باب الأسلة ولفظها.
٤ ظ، ش: بفاعل بدون همزة، وهو خطأ.
٥ ظ: نظيره.
٦ ص، ظ: للاشتقاق، وش، هامش ظ: بالاشتقاق.
1 / 150