المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

ابن جني ت. 392 هجري
127

المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

الناشر

دار إحياء التراث القديم

رقم الإصدار

الأولى في ذي الحجة سنة ١٣٧٣هـ

سنة النشر

أغسطس سنة ١٩٥٤م

وقال سيبويه: إنك إذا١ سميت رجلا٢ بـ "عَلَى، ولَدَى، وإِلَى" لقلت: "عَلَوَانِ، وإلوانِ، ولدوانِ" فتثنيه بالواو؛ لأن الإمالة لا تحسن فيه٣. فهذه أحكام الأصوات والحروف في امتناع اشتقاقها وما يقتضيه القول في قبيلها. ولم أر٤ أحدا من أصحابنا٤ أشبع القول فيها هكذا. وهذا الموضع من لطيف التصريف، وفيه ما هو أكثر من هذا، ولكن الكتاب يطول به ولا يأتي على آخره. فأما الأسماء الأعجمية، ففي حكم الحروف في امتناعها من التصريف والاشتقاق؛ لأنها ليست من اللغة العربية. وإذا كان ضَرْب من كلام العرب لا يمكن فيه الاشتقاق، ولا يسوغ فيه التصريف مع أنه عربي، فالأعجمي بالامتناع من هذا أولى، وهو به أحرى؛ لبعد ما بين الأعجمية والعربية. ألا ترى أنك لا تجد لإبراهيم ولا٥ إسماعيل ونحوهما اشتقاقا ولا تصريفا، كما لا تجدهما لـ "قد، وهل. وبل" فالأمر فيهما واحد. فأما قول من يقول: إن "إبليس" من٦ قول الله٦ تعالى: ﴿يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ﴾ ٧ ومن قول الراجز:

١ ص: لو. ٢ رجلا: زيادة من ظ، ش. ٣ ظ، ش: فيها. ٤، ٤ ظ، ش: أحد أصحابنا. ٥ لا: ساقط من ظ، ش. ٦، ٦ ص: قوله. ٧ الآية ١٢ من سورة الروم ٣٠، وهي: ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ﴾، وأوردت النسخ الثلاث "يومئذ" قبل "يبلس" وهو خطأ.

1 / 127