351

المنصف للسارق والمسروق منه

محقق

عمر خليفة بن ادريس

الناشر

جامعة قار يونس

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٩٩٤ م

مكان النشر

بنغازي

من المبالغة الحلوة، وقول مسلم:
يجودُ بالنفسِ إن ظنّ الجوادُ بها ... والجودُ بالنّفسِ أقْصى غاية الجودِ
ومعناه أنه لو سأله أن يهب له نفسه لدفع ما يخافه عليها لبذل ذلك له، وهذا من صفات الكرام الشجعان ومن هذا قول القائل:
ولو لمْ يكنْ في كفّه غير نَفْسه ... لجادَ بها فَلْيتّقِ اللهَ سائِلُهْ
هذا مذهب حسن يقول: لو كانت نفسه مما يجوز أن تكون في كفه لتعوده بذل ما في كفه وسبيل لإجرائها مجرى الموهوبات ولم يخرج عن عادته إلى المنع فهي مبالغة مليحة، فأما سؤاله أن ينقسم بين السائلين فقد دخل عليه ضرر، ألا ينتفعان به وإطلاق اللفظ في قول مسلم أنه يجود بنفسه في المكارم والمعالي واكتساب الشكر وبقاء الذكر أحسن من قول أبي الطيب) يكاد (.
وقال المتنبي:
مِنْ بعد ما صِيغَ مِنْ مواهبه ... لمنْ أحبَ الشّنوف والخَدمُ
فتخصصه من أحبَ بالشنوف والخدم ولم يجعل ذلك عامًا، فيه بعض النحل ولعله قصد أن يهب من يحبه أبو الطيب ما يصاغ منه الشنوف والخدم حتى افتقر الممدوح، فلو سألتماه عطاء كان ينقسم بينهما وجملة هذا المعنى لا خير فيه.
وقال المتنبي:
بنو العفرني محطة الأسَد ال ... أُسد ولكن رِماحُها الأجَمُ
قال العكوك:

1 / 471