324

المنصف للسارق والمسروق منه

محقق

عمر خليفة بن ادريس

الناشر

جامعة قار يونس

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٩٩٤ م

مكان النشر

بنغازي

فمن بلغ مراده في بيت وأتى في عجز بيته بتشبيه صحيح كان أحق بما قال ممن عمل بيتين تفسيرهما في الثالث بعدهما واستعار استعارة غير صحيحة لأن الخوف عرض والهبوب لا يصح إلا من جسم والمعنى موجود في قول القائل: تَولوا حزانًا مُدبرين كأنّهم ... جَراد شمال كية وابلِ القَطَرِ فهذا شبه جواهر بجواهر وقال الحطيئة: ونحنُ إذا ما الخيل وافت كأنّها ... جراد زفت أعجازه الرّيح منتشر ومثله قول مسلم: ما كان جَمعهم لمّا لقيتهُمُ ... إلا كمثل جراد ريعُ مُنجفَلِ وكل ذلك أصح معنى من معنى بيت أبي الطيب وأرجح لفظًا وهم أحق بما قالوا. وقال المتنبي: وماتوا قَبْلَ مَوتهم فَلمَّا ... مننتَ أعدتُهمْ قبل المَعادِ ينظر إلى قول أبي تمام: مَعادُ البعث معروفٌ ولكنْ ... ندى كفَّيك في الدُّنيا معادي وقد أتبع أبو تمام هذا بمثله فقال: مَعادُ الورى بَعد الممات وجوده ... مَعادُ لنا قبل الممات ومَرجعُ وهذه معان تدخل في قسم التساوي. وقال المتنبي: غَمدْتَ صوارمًا لو لم يتوبوا ... مَحوتهُمْ بها مَحو المِدَادِ

1 / 444