303

المنصف للسارق والمسروق منه

محقق

عمر خليفة بن ادريس

الناشر

جامعة قار يونس

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٩٩٤ م

مكان النشر

بنغازي

لمْ يترك القطرُ مِنْه إلاّ ما ... تَرك الشوق مِنْ عظامي وكل هذا من استخراج معنى من معنى أحتذي عليه وإن فارق ما قصد به إليه والسابق أولى به. وقال المتنبي: فَتى كلّ يومٍ يَحْتوي نفس مَالهِ ... رماحُ المعالي لا الرّدينيَّةُ السُّمْرُ ذكر أن المعالي تحتوي نفس ماله لا يوصل إلى ذلك منه بقهر ولا غلبة فهذا البيت ينظر إلى معنى أبي تمام في قوله: إذا ما أغاروا فاحتووا مال معش ... ر أغارتْ عليه فاحتوته الصَنائِعُ وفيه زيادة أنّ بغاراتهم على الأعداء يملكون المال وذلك يدل على الشجاعة وتغير عليهم الصنائع فيحتوي ما حووه هم فصاروا شجعاء كرماء فهذا أمدح من ذاك وأرجح فأبو تمام أحق بقوله. وقال المتنبي: ولَوْ تنزلُ الدُّنْيا على حكم كَفّهِ ... لأصْبحتِ الدّنيا وأكثرها نَزْرُ هذا من قول أبي العتاهية: ولو كانتْ لَهُ الدنيا ... لأعطاها وما بَالى وأبو الطيب قال:) أكثرها (فقد بقي منها بقية وأبو العتاهية أخبر عنه أنه يعطيها كلها ولا يبالي فلفظ أبي العتاهية أمدح ولفظ أبي الطيب أجزل فنحن ندخل هذا في باب المساواة. وقال المتنبي: أراه صغيرًا أعظمها عظْمُ قدْرِهِ ... فَما لعظيمٍ عنْدهُ قَدْرُ

1 / 403