299

المنصف للسارق والمسروق منه

محقق

عمر خليفة بن ادريس

الناشر

جامعة قار يونس

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٩٩٤ م

مكان النشر

بنغازي

أما تشبيه الريق بالغمام أو الخمر فمن قول امرئ القيس: كأنَّ المُدامَ وصوبَ الغمام ... وريحِ الخُزامي ونشر القُطرْ يُعلُ به بَرْد أنيابها ... إِذا طرّبَ الطائرُ المُستحرْ فقد زاد امرئ القيس صفتين عليه وهو أول الشعراء، وأما عجز البيت فمن قول أشجع: وسَقاك مِن حَر الهو ... ى بَردُ المفلجة العذابِ وقد قال ابن الرومي: ويسقيك الذي يُروى ويُذوى ... فَفي الأحشاء بَردٌ واضطرام فقول أشجع أن برد أنيابها يسقي أحشاءه من حر التهابها حسن جدًا، وأما قول ابن الرومي فكيف أجتمع البرد والحر في أحشائه؟ وكيف يحسن موقع البرد فيها مع اضطرامها وما قاله أبو الطيب من إحساسه البرد في فيه والخمر في كبده أحسن من قول ابن الرومي وأشعرهم أشجع وهو أولى بما قال. وقال المتنبي: إَذا الغُصن أمْ ذا الدِّعص أمْ أنت فِتْنةٌ ... وذيَّا الَّذي قبّلتُهُ البرق أمْ ثَغْرُ! وليس هذا مما يعنى باستخراج سرقته ولكنا نخاف من ناقص النقد أن يتوهم أنّا جهلناه فلذلك نذكر مثالًا احتياطًا. أنشد ابن قتيبة لبعض الإغفال: أنسيم ريقك أحتال العنبرُ ... هَذا أمْ استنشاقه مِن عنبرِ أنظام ثغرك ما أرى أمْ لمحة ... من بارقٍ أم معدن من جوهر

1 / 399