فأبو نواس زجر عذوله عن لومه بألطف كلام وأفاد صدر بيته إغراء الملوم المحب بالحب، وشغل عجزه بمعنى آخر بكلام رطب ولفظ عذب، أخذه أبو تمام فقال:
قَدْكَ أتِئبْ أربيتَ في الغُلواءِ ... كَمْ تَعْذِلونَ وأَنتُم سُجَرائي
فزجر عذوله بصعود من الكلام وجذور يصعب على راويه ويقبح صدره وقوافيه ومثله قول مسلم:
قَدْ أَولعتْهُ بِطول الهَجْر غِرَّتهُ ... لوْ كَانَ يَعلمُ طول الهجَرْ ما هَجَرَا
أخذه أبو تمام فقال:
كُشِفَ الغِطاءُ فأَوقِدِي أو فأَخمدي ... لَمْ تَكْمدِي فَظنَنْتِ أنْ لمْ تَكْمدي
فهذا مثال من هذا القسم كاف ويليه:
القسم السادس: حذف الشاعر من كلامه ما هو من تمامه منْ ذلك قول عنترة:
فإِذا سَكرتُ فإِنني مُستهلكُ ... مَالي وعرضي وافرٌ لم يُكْلم
وإذا صَحوتُ فما أقصر عن ندىً ... وكما علمت شمائلي وتكرَّمي
1 / 126