204

المنصف للسارق والمسروق منه

محقق

عمر خليفة بن ادريس

الناشر

جامعة قار يونس

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٩٩٤ م

مكان النشر

بنغازي

فإن كان معناه في هذا أن الجنادل من يدي هذا الرامي كالقطن تهاونًا وخفة وزن عليه فإنه لفظ هجين غير رصين. وقال المتنبي: ومن جاهلٍ بي وهو يجهل جَهْلهُ ... ويَجْهلُ عِلْمي أنَّهُ بي جاهِلُ هذا مذهب من الشعر يسميه الجاحظ المذهب الكلامي ويشبهه قول الخليل: لو كُنْتَ تعلم ما أقولُ عَذرتَنِي ... أو كنت أعلم ما تقول عذرتكا لكن جَهِلْتَ مقالتي فعذلتني ... وعلمتُ أنَّكَ جاهل فَتركتكا وهذا الجنس قبيح التعسف بين التكلف وفيه تعب وكد وبلاء وجهد وبالجملة فإن قول أبي الطيب أخصر من هذا وأقل طولًا وهو أحق بما قال ومن هذا الجنس قول القائل: وعلَّمتني كيفَ الهوى وَجهلتْه ... وعلمني صَبْري عَنْ ظِلمكم ظلمي وأعلمْ ما لي عِنْدكم فَتميل بي ... هواي إلى جَهلي فأعرض عن عِلمي وقد كان ينبغي أن أدخل هذا الفن في فنون البديع ولكنه ثقل مثله في

1 / 304