مناظرات ابن تيمية مع فقهاء عصره
الناشر
دار الكتاب العملي
سنة النشر
١٤٠٥ هجري
ولكيلا تضل أو تنسى أعد قراءة ابن عربي بفهم جديد لرموزه، وإيحاءاته تجده مثل القشيري، قد اتخذ طريقه إلى التصوف في ظل ظليل من الكتاب والسنة، إنه مثل حجة الإسلام الشيخ الغزالي(١) يحمل على الخلافات المذهبية في العقائد والعبادات، ويعتبرها انشغالاً بما لا جدوى منه، ويدعو إلى أن محبة الله هي طريقة العابد في الإيمان فماذا تنكر من هذا يا فقيه؟ أم أنك تحب الجدل الذي يمزق أهل الفقه، لقد كان الإمام مالك رضي الله عنه يحذر من الجدل في العقائد، ويقول: (كلما جاء رجل أجدل من رجل نقص الدين).
قال الغزالي: (اعلم أن الساعي إلى الله تعالى لينال قربه هو القلب دون البدن، ولست أعني بالقلب اللحم المحسوس، بل هو سر من أسرار الله عز وجل لا يدركه الحس).
إن أهل السنة هم الذين لقبوا الغزالي - شيخ المتصوفة - بحجة الإسلام، ولا معقب على آرائه، فقد غالى بعضهم في تقدير كتابه إحياء علوم الدين فقال: - (كاد الإحياء أن يكون قرآناً).
***
إن أداء التكاليف الشرعية في رأي ابن عربي، وابن الفارض، عبادة محرابها الباطن، لا شعائر ظاهرية، فما جدوى قيامك وقعودك في الصلاة إذا
= ٤٥٦ هـ حيث لجأ إليها طريداً من ملوك وسلاطين الأندلس، حيث اتهمه فقهاء عصره وعلمائه بالادعاء عليه لأنه تناولهم وانتقدهم فاستطالوا عليه وسعوا بالفتن والمؤامرات عليه. وقد خلف ابن حزم نحواً من أربعمائة مجلد وهو ما يقع في قرابة ثمانين ألف ورقة.
نفح الطيب (٣٦٤/١) ولسان الميزان (١٩٨/٤) ووفيات الأعيان لابن خلكان (٣٤٠/١) واللباب (٢٩٧/١).
(١) الغزالي: هو محمد بن محمد بن محمد أبو حامد الغزالي الطوسي، فيلسوف المتصوفة، وإمام الباطنية، لقِّب حجة الإسلام، له نحو مائتي مصنف ولد سنة ٤٥٠ هـ وتوفي سنة ٥٠٥ هـ بالطابران (قصبة طوسٍ بخراسان) ورحل إلى نيسابور ثم إلى بغداد فالحجاز ثم بلاد الشام ثم مصر، ثم عاد أخيراً إلى بلدته وتوفي فيها رحمه الله.
وفيات الأعيان (٤٦٣/١) وطبقات الشافعية (١٠١/٤) ومفتاح السعادة (١٩١/٢ - ٢١٠) وآداب اللغة (٩٧/٣).
18