ثم قلت له : قوله (( خلق آدم على صورته )) لا يتأول لآدم على صورة آدم , لما قاله أحمد , وأي صورة كانت لآدم قبل خلقه ؟ , فقد فسد تأويلك من هذا الوجه , وفسد أيضا بقول ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: (( إن الله خلق آدم على صورة الرحمن تبارك وتعالى ))(¬2) وأما الاستدلال بقوله صلى الله عليه وسلم : (( طوله ستون ذراعا )) فإن كانت هذه اللفظة محفوظة فكأن قوله : (( خلق آدم على صورته )) فتم الكلام , ثم قال : (( طوله ستون ذراعا )) إخبارا عن آدم بذلك على حديث الثوري , عن أبي الزناد , عن موسى بن أبي عثمان , عن أبي هريرة رضي الله عنه , عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( إن الله عز وجل خلق آدم على صورته )) , ذكرت بدلالة حديث ابن عمر رضي الله عنهما, وما ذكرته عن أحمد
[ حديث تقليب القلوب بين أصبعين من أصابع الله ]
صفحة ١٢