المناظرة التقريرية بين الشيخ رحمت الله الهندي والقسيس بفندر
محقق
د. محمد عبد الحليم مصطفى أبو السعد
الناشر
مطبعة الجبلاوي
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٥
مكان النشر
القاهرة
قَالَ الْفَاضِل المناظر ادّعى جامعو تَفْسِير هنري واسكات أَيْضا مثل ادعائكم أَيْضا بِأَن الْمَقْصُود الْأَصْلِيّ لم يَقع فِيهِ تفَاوت مَا من هَذِه الأغلاط لَكنا لَا نفهمه لِأَنَّهُ إِذا ثَبت التحريف فَأَي دَلِيل على أَنه لم يَقع فِيهِ تفَاوت مَا من هَذِه الأغلاط لِأَنَّهُ إِذا ثَبت التحريف بِجَمِيعِ أَنْوَاعه قصدا وسهوا وإصلاحا وهميا من المبدعين وَمن أهل الدّيانَة كَمَا ستعرف بعد اختتمام المباحثة إِن شَاءَ الله تَعَالَى فَأَي دَلِيل على أَنه لم يَقع فِي تسع أَو عشر آيَات فِيهَا ذكر التَّثْلِيث لِأَن المحرفين الَّذين حرفوا الْمَوَاضِع الْغَيْر الْمَقْصُودَة قصدا وسهوا وإصلاحا كَيفَ يُرْجَى مِنْهُم عدم التحريف فِي الْمَوَاضِع الْمَقْصُودَة مَعَ أَنَّهَا أهم من التحريف من الأولى
قَالَ القسيس أَن تَحْرِيف الْمَتْن يثبت إِذا وجدْتُم نُسْخَة عتيقة لَا يكون فِيهَا ذكر ألوهية الْمَسِيح ﵇ وَيُوجد فِي هَذِه النُّسْخَة المتداولة الْآن وَلَا يكون فِيهَا ذكر كَفَّارَة الْمَسِيح وَيُوجد فِي هَذِه
قَالَ الْفَاضِل التَّحْرِير كَانَ على ذمتنا هَذَا الْقدر فَقَط أَن نثبت كَون هَذِه النُّسْخَة مشكوكة فَثَبت بِحَمْد الله وَصَارَ الْكتاب كُله بِهَذَا الْإِثْبَات مشكوكا لكنكم لما دعيتم سَلامَة بعض الْمَوَاضِع عَن التحريف مَعَ اعنراف وُقُوعه فِي بعض آخر فاثبات تِلْكَ السَّلامَة على ذمتكم لَا على ذمتنا وَبَقِي أَمر آخر قَابل لِأَن يسْأَل عَنهُ وَهُوَ هَذَا أتسلمون أَن سَهوا من هَذِه السهوات الَّتِي هِيَ مسلمة عنْدكُمْ وَهِي تحريفات بِعَينهَا عندنَا يُوجد فِي جَمِيع النّسخ أم لَا
قَالَ القسيس نعم مثل هَذَا السَّهْو يُوجد فِي جَمِيع النّسخ
فَاعْترضَ عَلَيْهِ القسيس فرنج
فَقَالَ القسيس فندر غَلطت وَرَأى القسيس فرنج أحسن
قَالَ قَاضِي الْقُضَاة لَا فَائِدَة فِي الرُّجُوع لِأَن قَوْلكُم الأول صَار مُعْتَبرا
قَالَ القسيس لَا غَلطت أَنا وَلَا أَقُول جزما لَعَلَّ هَذَا السَّهْو لَا يكون فِي الْمَتْن العبرى وَيكون فِي اليوناني أَو بِالْعَكْسِ
1 / 118