وفيه معنى آخر وهو : أنك إذا جعلت الأشياء في وهمك شيئين ، إذا أفردت كل واحد من صاحبه نقص ، وانتهى إلى حد ما وقل ، وإذا جمعت كل واحد إلى صاحبه زاد ، وانتهى إلى حد ما وكثر ، أفليس (1) إذا انتهى في حال ، وزاد فكثر أو نقص فقل ، فالنقص والزيادة يخبران بالنهاية عنه (2)؟! وإذا ثبت فيه النهاية ، ثبت فيه الحدوث (3)!!!
[نظرية الكمون والظهور]
قال الملحد : ما أنكرت أن تكون صورة التمرة والشجرة كامنة في النواة ، فلما وجدت ما شاكلها ظهرت؟!
قال القاسم عليه السلام : إن هذا يوجب التجاهل ، وذلك أنا لو تتبعنا أجزاء النواة لم نجد فيها ما زعمت.
وشيء آخر وهو : أنه لو جاز هذا لجاز أن يكون الإنسان كامنة فيه (4) صورة الخنزير ، والحمار ، والكلب ، وإذا كان ذلك كذلك ، كان (5) الإنسان إنسانا في الظاهر ، كلبا ، حمارا ، خنزيرا ، فيلا ، في الباطن!! فإن قلت ذلك ، لحقت بأصحاب سوفسطاء (6).
صفحة ٢٩٩