أحدها : أن الصورة لو كانت قديمة لكانت في هذا المصور (1) الذي ظهرت فيه الصورة ، أو في عنصره الذي تسمونه" هيولى" (2)، فإن كان في هذا المصور بان فساد قولكم ودعواكم ، إذ قد نجده بخلاف (3) هذه الصورة ، وإن كانت في الذي تسمونه" هيولى" ، فلا بد إذا ظهرت في هذا المصور أن تكون قد انتقلت عنه إلى هذا (4) فإن قلت : انتقلت. أحلت ، لأن الأعراض (5) لا يجوز عليها الانتقال ، على أن في الصورة ما يرى بالعيان ، فإن كانت منتقلة فما بالها خفيت عند الانتقال ، وظهرت عند اللبث؟!
وفيه خلة أخرى وهي : أنها (6) لو كانت في الأصل (7)، ثم انتقلت عنه إلى فرعها (8)، فقد جعلت لانتقالها غاية ونهاية ، وإذا جعلت لها غاية ونهاية (9) فقد صح حدث (10) الذي انتقلت عنه هذه الأحوال (11).
فإن قلت : لم تزل تنتقل. كان الكلام عليك في هذا المعنى ، كالكلام الذي قدمناه آنفا في" باب لم تزل تحدث".
صفحة ٢٩٨