2
وحينا تشب وتارة تشرئب؟
أيكون للماروني في ذلك الزمان حق انتخاب خوري ضيعته، ويكون للأبرشية حق انتخاب مطرانها، ويكون للمطارين حق انتخاب بطركهم، ويكون للرهبانية حق انتخاب رؤسائها، واليوم ينتزع منا هذا الحق من يمثلون الذي قال لتلاميذه: تعرفون الحق والحق يحرركم؟
كان للموارنة القدامى حق «الفيتو» في انتخاب الكاهن يوم كان الدستور الماروني مرعيا. أما اليوم فتصبغ الكهنة الموارنة صبغا في مصبغة فرنجية، وما من يسأل عن سيرتهم في مساقط رءوسهم ... وكذلك الأساقفة، فقد ألحقوا ببطريركهم، وصاروا «شغل البلاد»،
3
كما قال لي أحد فلاحي الضيعة.
ما أصدق المثل الذي ضربه الإمام علي! وما أطبقه على هذه الحالة! كان ثوران أبيض وأسود يرعيان في حمى أسد، فجاع الغضنفر وشاور سرا الثور الأسود في أكل الثور الأبيض؛ لأن لونه فضاح، فوافق الثور الأسود على ذلك، وذهب الثور الأبيض إلى ملاقاة ربه، وبعد حين جاع الأسد وهم بالثور الأسود، فقال هذا للأسد: اسمح لي أن أرسل كلمتين من على هذه الرابية وكلني بعد ذلك، فرضي الأسد بذلك، وصاح الثور الأسود: يا سامعين الصوت، إني أكلت يوم أكل الثور الأبيض.
وهذا ما صح اليوم بالرؤساء الموارنة الذين تآمروا على استقلال صانه أربعة وستون بطركا من يوحنا مارون إلى أنطون.
كنا نطالب رؤساءنا بما تغاضوا عن تنفيذه من بنود المجمع اللبناني، مثل المجلس الطائفي ومجمع الأبرشية، وكانوا يعللوننا بالآمال محتجين بأن هذا المجلس قد يسبب تفككا في الطائفة، كما قال لي البطرك إلياس، وكنا عزمنا على طبع المجمع التريدنيتي في جبيل، فاستدعاني البطرك ليلا حين قرأ الإعلان في جريدة «الحكمة»، وقال لي: «قل لصاحبك سليم وهبة إنني أحرم المجمع التريدنيتي وإن أقرته الكنيسة؛ فنحن لنا مجمع هو دستورنا، ولا نتعرف على غير المجمع اللبناني.»
هاتيك أيام وهذي قبالها. كان الله في عون الموارنة.
صفحة غير معروفة