96

كتاب المنمق

محقق

خورشيد أحمد فاروق

الناشر

عالم الكتب

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م

مكان النشر

بيروت

هاشم شرا ومفاخرة ومخاصمة [١] حتى دعاه إلى المنافرة وألب أمية إخوته ووبخوه وحرّبوه، وكره ذلك هاشم لسنه، حتى أكثرت قريش في ذلك وذموه [٢]، فقال له هاشم: أما إذا أبيت إلا المنافرة فأنا أنافرك على خمسين ناقة سوداء الحدقة ننحرها بمكة والجلاء عن مكة عشر سنين، قال: فرضيا بذلك وجعلا بينهما الكاهن الخزاعي وخرج أبو همهمة [٣] بن عبد العزى عامرة [٤] بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر وكانت أمة [٥] بنت أبي همهمة عند أمية بن عبد شمس فخرج معهما كالشاهد، فقالوا: لو خبأنا له خبيئا نبلوه به قبل التحاكم إليه، قال: فوجدوا أطباق جمجمة [٦] بالية فأمسكها معه/ أبو همهمة ثم أتوا الكاهن وكان منزله بعسفان [٧] فأناخوا الإبل ببابه وقالوا: إنا قد خبأنا لك خبيئا فأنبئنا به قبل التحاكم إليك فقال: أحلف بالنور والظلمة، وما بتهامة [٨] من بهمة [٩]، وما بنجد [١٠] من أكمة [١١]، لقد خبأتم لي أطباق جمجمة، مع الفلندح [١٢] أبي همهمة، قالوا: أصبت فاحكم بين هاشم بن عبد مناف وبين أمية بن عبد شمس أيهما أشرف فقال: والقمر الباهر، والكوكب الزاهر، والغمام الماطر، وما بالجو من طائر، وما اهتدى بعلم مسافر، منجد [١٣] أو

[١] في الأصل: موايمة، ولعل الصواب ما أثبتنا. [٢] في الأصل: دمروه- بتشديد الميم. [٣] همهمة كمرحمة. [٤] في الأصل: عامر، والتصحيح من نسب قريش ص ١٠٠. [٥] في الأصل: أمنته، والتصحيح من نسب قريش ص ١٠٠. [٦] الجمجمة كقمقمة: القدح من الخشب. [٧] عسفان كقضبان: منهلة من مناهل الطريق على مرحلتين من مكة في طريق المدينة- معجم البلدان ٦/ ١٧٣ و١٧٤. [٨] تهامة: الأرض المنخضفة من شرق مكة مواجهة للبحر القلزم إلى اليمن ويطلق هذا الاسم الآن على عسير، وسميت تهامة لشدة حرها وركود ريحها. [٩] البهمة متحركة ومخففة جمعها البهم متحركا ومخففا والبهم والبهام أولاد البقر والمعز والضأن. [١٠] في الأصل: بحذ. [١١] الأكمة كجلبة: التل، جمعه أكم كجبل وأكمات. [١٢] الفلندح بفتح الفاء واللام والدال والحاء المهملة في الآخر: الغليظ الثقيل والضخم. [١٣] المنجد: الخارج إلى النجد وهو ما ارتفع من الأرض، والغائر: الذاهب إلى الغور وهو ما انحدر منها.

1 / 99