92

كتاب المنمق

محقق

خورشيد أحمد فاروق

الناشر

عالم الكتب

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م

مكان النشر

بيروت

ففجر الله لهم عينا من تحت جران [١] بعير عبد المطلب، فحمد الله عبد المطلب على ذلك وعلم أنه من الله تعالى فشربوا من الماء ريّهم وتزودوا منه حاجتهم، قال: ونفد ماء الثقفيين فطلبوا إلى عبد المطلب أن يسقيهم، فقال له الحارث ابنه: والله لئن فعلت لأضعن سيفي في إهابي [٢] ثم لأنتحين عليه حتى يخرج من ظهري، فقال له: يا بني! اسقهم ولا تفعل ذلك بنفسك، قال: فسقاهم عبد المطلب، ثم انطلقوا إلى الكاهن وقد خبأوا له خبيئا وهو رأس جرادة فجعلوه في خربة [٣] مزادة [٤] وعلقوه في قلادة كلب لهم يقال له سوّار، قال: فلما أتوا الكاهن إذا هم ببقرتين/ تسوقان بحزجا [٥] بينهما كلتاهما توأمة [٦] تزعم أنه ولدها، وذلك أنهما ولدتا في ليلة واحدة فأكل النمر إحدى البحزجين فهما يرأمان [٧] الباقي، فلما وقفتا [٨] بين يدي الكاهن قال: هل تدرون ما تقول هاتان البقرتان؟ قالوا: لا، قال: يختصمان في هذا البحزج ويطلبان بحزجا آخر ذهب به ذو جسد أربد وشدق رمع [٩] وناب معق [١٠] وحلق صعق [١١]، فما للصغرى في ولد الكبرى من حق، فقضى به لكبرى من البقرتين، فلما ذهبتا

[١] الجران من البعير مقدم عنقه، وهو بكسر الجيم، جمعه الجرن والأجرنة. [٢] في الأصل: رهابتي، والإهاب كشهاب الجلد جمعه الأهب كشهب. [٣] الخربة كبردة: كل ثقب مستدير، جمعها الخرب كزفر والأخراب والخروب، وفي نهاية الأرب ٣/ ١٢٩ وبلوغ الأرب ٣/ ٢٧٨: خرزة كبردة وهي الثقبة أيضا. [٤] في المزادة ثقبان يخرز فيهما عروتها. [٥] البحزج كجعفر بالزاي المعجمة وبالراء أيضا والثاني أكثر وضبطه بعض أئمة اللغة بالخاء المعجمة بعد الزاي أو الراء- راجع تاج العروس ٢/ ٦، والبحزج: ولد البقر الوحشية. [٦] لا توجد كلمة «توأمة» في نص بلوغ الأرب ٣/ ٢٧٩. [٧] في الأصل: يرءمان. [٨] في الأصل: وقفنا. [٩] في الأصل: مرمع- بالميم، والرمع ككتف المضطرب والمتحرك، ولعل الصواب ما أثبتنا. والمرمّق العيش الذي ضاق عيشه. [١٠] معق النهر معقا من باب كرم بمعنى عمق- يعني نابا طويلا. [١١] الصعق ككتف: شديد الصوت.

1 / 95