كنانة قريشا، ثم اختار من قريش بني هاشم، ثم اختارني ممن أنا منه» [١] .
وقال محمد بن سلام الجمحي في حديث آخر: إن رسول الله ﷺ قال: «أتاني جبريل [٢] ﵇ فقال: لقد بلغت الأرض شرقها وغربها و[٣] شمالها ويمينها [٣] فما وجدت خيرا من قريش ولا وجدت في قريش خيرا من هاشم» . وأخبرني هشام [٤] بن محمد الكلبي قال: حدثني أبو زفر الكلبي عن عمه عمارة بن جرير عن أثال [٥] بن حضرمي الأسدي قال: سمعت أشياخنا يذكرون أن برّة بنت مر لما أهديت [٦] إلى خزيمة بن مدركة رأت في المنام كأنها ولدت غلامين [٧] من خلاف [٧] بينهما سابياء [٨] قالت: فبينا أنا أنظر إليهما إذ [٩] أحدهما قمر يزهر والآخر أسد يزئر! فأخبرت بذلك خزيمة، فأتى كاهنة
_________
[١] ذكر هذا الحديث مرسلا باختلاف يسير في اللفظ في طبقات ابن سعد ١/ ٢١ وفي القصد والأمم ص ٦٩ وشرح نهج البلاغة ١/ ١٨١ وجامع الترمذي ص ٥١٩ وكنز العمال ٦/ ١٠٥ و١١٣.
[٢] في الأصل: جبرئيل.
[٣] في الأصل: شامها ويمنها.
[٤] هو هشام بن محمد الكلبي أبو المنذر الكوفي البغدادي، كان عالما بالنسب وأخبار العرب وأيامهم ومثالبهم ووقائعهم في الجاهلية والإسلام، أخذ عن أبيه وجماعة من الرواة البارزين، كان متصلا بالمأمون أثيرا عنده، ألف كتبا كثيرة جدا، من بينها كتاب حديث آدم وولده وكتاب حلف عبد المطلب وخزاعة وكتاب حلف الفضول وقصة الغزال وكتاب المنافرات وكتاب بيوتات قريش وكتاب صنائع قريش وكتاب الخيل وكتاب الكهان، وقد اقتبس ابن حبيب منه قسطا وافرا من المعارف التاريخية في المنمق كما سنرى، مات سنة ٢٠٦ هـ- الفهرست ص ١٤٠ و١٤١ وتاريخ بغداد ١٤/ ٤٥ و٤٦.
[٥] أثال بضم الهمزة.
[٦] أهديت إلى خزيمة أي زفت إليه، وفي أنساب الأشراف ١/ ٣٥: وهبت إليه، وهو خطأ.
[٧] هكذا في الأصل، ولعل الصواب: في غلاف.
[٨] في الأصل: ساميا- بالميم، وفي نسخة لأنساب الأشراف ١/ ٣٥: سابيا، والسابياء بالممدودة المشيمة أو الجليدة التي تخرج مع الولد والجمع السوابي- أقرب الموارد (سبي) . (
[٩] في الأصل: اد- بالدال المهملة.
1 / 22