101

وكان يقول: إنما أفعل ذلك لأصون وجهي عن بني مروان حتى ألقى الله فيحكم في وفيهم، وكان يصل رحمه ويتصدق بغالب ربحه، ولا يدخر عن ربه شيئا.

فإذا احتكر العبد ما كان يحتكره سعيد -على خلاف فيه-، وفعل كفعله من الصلة والصدقة والبر والإحسان، قال سعيد: هو ذنب أستغفر الله منه.

وأما من احتكر لأجل طلب الزيادة في المال والاتساع في الدنيا والأكل والشرب واتخاذ الزينة، وأن يكون مثل فلان وفلان من أهل الإرادات الدنيوية فهذا مخالف للحديث، ولما قال عمر بن الخطاب، ولما أراده سعيد، وكان عليه معمر، مخالف لما كان عليه السلف، فهذا لا يموت حتى يضربه الله بالجذام والإفلاس كما قد شوهد ذلك كثيرا في أهل الاحتكار، ولا سيما في الذين يحتكرون الطعام، بل طلب الفضلات مذموم سواء أكان باحتكار أو بغير احتكار، ولو كان تجارة أو زراعة أو غير ذلك؛ لأن في ذلك فوات حظوظ العبد من ربه وما خلقه له من عبادته، ولا يلام العبد على الكفاف، وما زاد عليه فهو ملوم عليه والله سبحانه أعلم.

304 - حدثنا أحمد بن أبي الطيب، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سليمان بن المغيرة قال: قلت للحسن: يا أبا سعيد أكانوا يكرهون أن يتركوا الذهب والفضة؟ قال: نعم.

305 - وقال بشر بن الحارث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أيما جالب جلب من بلد من بلدان المسلمين فباع بسعر يومه كان عند الله كالشهيد».

صفحة ١٣٥