مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر

ابن منظور ت. 711 هجري
43

مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر

محقق

روحية النحاس، رياض عبد الحميد مراد، محمد مطيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٢ هـ - ١٩٨٤م

ما جاء في أن الشام الأرض المقدسة المذكورة في القرآن عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي عن عمه قال: لقيت أبا ذر بالربذة فقال: كنت نائمًا في مسجد رسول الله ﷺ فمر بي فضربني برجله ثم قال: لا أراك نائمًا فيه، فقلت: بأبي وأمي، غلبتني عيني فنمت، قال: كيف تصنع إذا أخرجت منه؟ قال: ألحق بالأرض المقدسة أرض الشام. قال: فكيف تصنع إذا أخرجت منها؟ قال: قلت: أرجع إليه. قال: فكيف تصنع إذا أخرجت منه؟ قال: قلت: أخذ سيفي ثم أضرب به. قال: أوتصنع خيرًا من ذلك وأقرب رشدًا؟ قال: تسمع لهم وتطيع وتنساق حيثما ساقوك. قال: فوا لله لألقين الله وأنا مطيع لعثمان ﵁. وعن أبي ذر قال: جعل رسول الله ﷺ يتلو علي هذه الآية " ومن يتق الله يجعل له مخرجًا " حتى فرغ من الآية. ثم قال: يا أبا ذر، لو أن الناس كلهم أخذوا بها لكفتهم. قال: فجعل يتلوها ويرددها علي حتى نعست. ثم قال: يا أبا ذر، كيف تصنع إن أخرجت من المدينة؟ قال: قلت: إلى السعة والدعة أنطلق حتى أكون حمامة من حمام مكة. قال: فكيف تصنع إن أخرجت من مكة؟ قال: قلت: إلى السعة والدعة إلى الشام والأرض المقدسة. قال: فكيف تصنع إن أخرجت من الشام؟ قال: قلت: إذن والذي بعثك بالحق أضع سيفي على عاتقي. قال: أو خير من ذلك؟ قال: تسمع وتطيع وإن كان عبدًا حبشيًا. وعن عروة قال: كان في كتاب أبي بكر ﵁ إلى خالد بن الوليد: أن اعجل إلى إخوانكم

1 / 67