فلكم ما لنا وعليكم ما علينا، وإن أبيتم فأدوا الجزية وأنتم صاغرون، وإن أبيتم نابذناكم على سواء، إن الله لا يحب الخائنين. يفعل بهم ذلك ثلاثة أيام. فلما كان اليوم الرابع غدا الناس إليها ففتحوها ١") .
وقوله: ﴿وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ﴾ ٢ يقول تعالى: ﴿وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ ٣ الآية، أي: أنهم تحت قدرتنا، ثم أمر بإعداد آلات الحرب لمقاتلتهم حسب الاستطاعة بقوله: ﴿ما استطعتم﴾ أي: مهما أمكنكم من قوة ومن رباط الخيل، والقوة الرمي، وذهب أكثر العلماء إلى أن الرمي أفضل من ركوب الخيل ٤. وقوله: ﴿وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ﴾ ٥ قال مجاهد٦: " قريظة "، وقال الثوري٧: قال ابن يمان: "هم الشياطين التي في الدور"، وقال مقاتل وابن زيد٨:"المنافقون" ويشهد له قوله تعالى: ﴿لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ﴾ ٩.
وقوله: ﴿وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ
_________
١ مسند أحمد ٥/٤٤٠، الترمذي: ٤/١١٩، ١٢٠.
٢ سورة الأنفال آية: ٥٩-٦٠.
٣ سورة الأنفال آية: ٥٩-٦٠.
٤ ابن كثير: ٢/٣٢١.
٥ سورة الأنفال آية: ٦٠.
٦ تفسير مجاهد: ٢٦٧.
٧ ابن كثير: ٢/٣٢٢.
٨ ابن جرير: ١٠/٣٢، ابن كثير: ٢/٣٢٢.
٩ سورة التوبة آية: ١٠١.
1 / 22