ويحتمل في الدنيا، أي: إنما أقدرناهم على الأموال وجعلناهم ينفقونها في ذلك، ليميز الله من يطيعه بقتالهم، أو يعصيه بالنكول عن ذلك.
وقوله: ﴿وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ﴾ ١، قال مجاهد: "سنتنا فيهم يوم بدر وفي غيرهم من الأمم" وقوله: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ﴾ ٢. في الصحيح: "أن رجلا جاء إلى ابن عمر فقال: ألا تسمع ما ذكر الله: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا﴾ الآية، فقال: يابن أخي أغتر بهذه الآية أحب إلي من أن أغتر بقوله: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا﴾ قال: فإن الله يقول: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ﴾ . قال ابن عمر: قد فعلنا، إذ كان الرجل يفتن في دينه إما أن يقتلوه وإما أن يعود، وإما أن يوثقوه، حتى كثر الإسلام فلم تكن فتنة، قال: فما قولك في علي وعثمان؟ قال: أما عثمان فكان الله قد عفا عنه، وكرهتم أن يعفو عنه. وأما علي فهو ابن عم رسول الله ﷺ وختنه وأشار بيده، وهذا بيته حيث ترون". وفي لفظ "وهل تدري ما الفتنة؟ كان محمد يقاتل المشركين، وكان الدخول عليهم فتنة، وليس كقتالكم على الملك".
وفي لفظ في غير الصحيح: "قاتلت أنا وأصحابي حتى كان الدين كله لله، وذهب الشرك ولم تكن فتنة، ولكنك وأصحابك تقاتلون حتى تكون فتنة، ويكون الدين لغير الله" ٣. قال ابن عباس ٤: ﴿حتى لا تكون فتنة﴾:
_________
١ سورة الأنفال آية: ٣٨.
٢ سورة البقرة آية: ١٩٣.
٣ ابن كثير ٢ / ٣٠٨ - ٣٠٩.
٤ نفس المصدر والجزء / ٣٠٩.
1 / 17