مختصر سيرة الرسول - مطابع الرياض
الناشر
وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٨هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
السيرة النبوية
وبادر إلى استجابته أيضًا صديقة النساء خديجة ﵂. وبادر إلى الإسلام علي بن أبي طالب ﵁. وكان ابن ثمان سنين، وقيل: أكثر. إذ كان في كفالة رسول الله ﷺ، أخذه من عمه.
[شأن زيد بن حارثة]
شأن زيد بن حارثة وبادر زيد بن حارثة ﵁، حِب رسول الله ﷺ، وكان غلاما لخديجة، فوهبته لرسول الله ﷺ لمّا تزوجها. «وقدم أبوه حارثة وعمه في فدائه، فقالا للنبي ﷺ: يا ابن سيد قومه، أنتم أهل حرم الله وجيرانه، تَفُكُّون العاني، وتطعمون الأسير، جئناك في ابننا عبدِك. فأحسن لنا في فدائه. فقال ﷺ: فهل غير ذلك؟ فقالوا: وما هو؟ قال: أدعوه فأخيره، فإن اختاركم فهو لكم. وإن اختارني: فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني" قالوا: قد زدتنا على النّصَف، وأحسنت. فدعاه. فقال: هل تعرف هؤلاء؟ قال: نعم أبي وعمي. قال: فأنا من قد علمت. وقد رأيت صحبتي لك. فاخترني، أو اخترهما. فقال: ما أنا بالذي أختار عليك أحدا. أنت مني مكان أبي وعمي. فقالا: ويحك يا زيد أتختار العبودية على الحرية. وعلى أبيك وعمك، وأهل بيتك؟ قال: نعم، قد رأيت من هذا الرجل شيئا، ما أنا بالذي أختار عليه أحدا أبدا. فلما رأى رسول الله ﷺ ذلك خرج إلى الحِجْر. فقال: أشهدكم أن زيدا ابني، أرثه ويرثني فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت نفوسهما. فانصرفا. ودُعِيَ: زيد بن محمد، حتى جاء الله بالإسلام فنزلت: ﴿ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ﴾ [الأحزاب: ٥] (١)» قال الزهري: ما علمنا أحدا أسلم قبل زيد.
(١) من الآية ٥ من سورة الأحزاب.
1 / 82