240

مختصر سيرة الرسول - مطابع الرياض

الناشر

وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٨هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

وانكمش الناس في جهازهم. فاشتد برسول الله ﷺ وجعه. وخرج أسامة بجيشه، فعسكر بالجرف، وتتام إليه الناس. فأقاموا لينظروا ما الله ﵎ قاض في رسوله ﷺ.
[مرض رسول الله ﷺ]
مرض رسول الله ﷺ قال ابن إسحاق: حدثت عن «أسامة قال: " لما ثقل برسول الله ﷺ، هبطت وهبط الناس معي إلى المدينة، فدخلت على رسول الله ﷺ، وقد أصمت، فلا يتكلم. وجعل يرفع يده إلى السماء ثم يضعها علي. أعرف أنه يدعو لي» .
قال ابن إسحاق: وحدثت عن «أبي مويهبة مولى رسول الله ﷺ قال: " بعثني رسول الله ﷺ من جوف الليل. فقال: يا أبا مويهبة، قد أمرت أن أستغفر لأهل هذا البقيع، فانطلق معي. فانطلقت معه. فلما وقف عليهم قال: السلام عليكم يا أهل المقابر، ليهن لكم ما أصبحتم فما أصبح الناس فيه. أقبلت الفتن مثل قطع الليل المظلم، يتبع أخراها أولاها، الآخرة شر من الأولى. ثم أقبل علي، فقال: إني قد أعطيت مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها. فخيرت فيها بين ذلك وبين لقاء ربي والجنة. فقلت: بأبي أنت وأمي، فخذ مفاتيح خزائن الدنيا وتخلد فيها، ثم الجنة. قال: لا والله يا أبا مويهبة. قد اخترت لقاء ربي والجنة. ثم استغفر لأهل البقيع، ثم انصرف» .
فبدأ به وجعه. فلما استعز به، دعا نساءه فاستأذنهن: أن يمرض في بيت عائشة ﵂، فأذن له.
وعن أبي سعيد الخدري ﵁ قال: «خطب رسول الله ﷺ،

1 / 244