211

مختصر سيرة الرسول - مطابع الرياض

الناشر

وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٨هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

يا ذا الكفين، لست من عبادكا ... ميلادنا أكبر من ميلادكا
إني حشوت النار في فؤادكا
وانحدر معه من قومه أربعمائة سراعا. فوافوا النبي ﷺ بالطائف - بعد مقدمه بأربعة أيام - وقدم بدبابة ومنجنيق.
قال ابن سعد: لما انهزموا من أوطاس دخلوا حصنهم، وتهيئوا للقتال. وسار رسول الله ﷺ. فنزل قريبا من حصن الطائف. وعسكر هناك. فرموا المسلمين بالنبل رميا شديدا، كأنه رجل جراد، حتى أصيب ناس من المسلمين بجراحة. وقتل منهم اثنا عشر رجلا. فارتفع ﷺ إلى موضع مسجد الطائف اليوم. فحاصرهم ثمانية عشر يوما. ونصب عليهم المنجنيق - وهو أول من رمى به في الإسلام - وأمر بقطع أعناب ثقيف. فوقع الناس فيها يقطعون، فسألوه: أن يدعها لله وللرحم. فقال رسول الله ﷺ: «فإني أدعها لله وللرحم» .
ونادى مناديه: " أيما عبد نزل من الحصن، وخرج إلينا. فهو حر " فخرج منهم بضعة عشر رجلا، فيهم أبو بكرة بن مسروج، فأعتقهم رسول الله ﷺ، ودفع كل منهم إلى رجل من المسلمين يمونه.
ولم يأذن في فتح الطائف. فأمر رسول الله ﷺ عمر بن الخطاب ﵁، فأذن بالرحيل، فضج الناس من ذلك، وقالوا: نرحل، ولم يفتح علينا؟ فقال رسول الله ﷺ: «فاغدوا على القتال» فغدوا، فأصابهم جراحات. فقال النبي ﷺ: «إنا قافلون إن شاء الله» فسروا بذلك. وجعلوا يرحلون ورسول الله ﷺ يضحك.
فلما ارتحلوا واستقلوا قال: «قولوا: آيبون، تائبون، عابدون، لربنا

1 / 215