[آداب المتعلم]
وينبغي للمتعلم أن يبتدأ العالم بالسلام، وأن يقل بين يديه الكلام، ولا يتكلم ما لم يسأله أستاذه، ولا يسأله ما لم يستأذن أولا عليه، ولا يقول في معارضة قوله : قال فلان خلاف ما قلت، ولا يشير إليه بخلاف رأيه، فيرى أنه أعلم بالصواب من أستاذه، ولا يشاور جليسه، ولا يتلفت إلى الجوانب، بل يجلس مطرقا متأدبا، فيرى كأنه في الصلاة، ولا يكثر عليه عند ملاله، فإذا قام قام له، ولا يتعنت عليه في كلامه وسؤاله، ولا يسأله في طريقه حتى يبلغ منزله، ولا يسئ الظن به في أفعال ظاهرها منكرة عنده فهو أعلم بأسراره.
[حقوق المتعلم على العالم]
وحقوق المتعلم على العالم كثرة الصبر، وسعة الصدر، وترك الغش، والحسد، والاحتراز من الضيق والضجر، وإيثار التواضع، ومجانبة الحرص والمطامع، والتدرب بما يسر السامع من غير إيغال في الكلام، ولا تقصير عن المرام، (حسن البيان) كثير الإحسان، منتدب لتعليم كل إنسان، مع رفق ولين بالمتعلم المستفيد، وتأن كثير بالمتعجرف العنيد، وإصلاح البليد، وحسن الإرشاد للقريب والبعيد، وترك الأنفة من قول لا أدري، والانقياد للحق بالرجوع إليه عند الهفوة، ولا يزال ينظر في حال المتعلم فيما يحسن أن يبدأ به من العلوم، وملازمة التقوى ليقتدي المتعلم أولا بأعماله، ويستفيد ثانيا بأقواله، لأن الطبع يسرق من الطبع.
وجميع ما ذكرنا في الإمام والعالم بشرط صلاحهما، فإذا فسق الإمام خرج عن كونه إماما فضلا عن أن يستحق تعظيما.
وأما العالم فلوجوب المعاداة لأعداء الله، ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ( العلماء أمناء الرسل على عباد الله ما لم يخالطوا السلطان ويدخلوا في الدنيا، فاعتزلوهم واحذروهم ).
صفحة ٦٤