توفي بدمشق في المحرم سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة وله ثمانون سنة وأشهر. وقف شيئا من أملاكه على أصحاب الحديث.
107 - محمد بن عبد الله بن هبة الله بن مظفر بن علي بن الحسن بن أحمد بن محمد بن عمر بن حسن أبو الفرج بن أبي الفتوح بن الملقب رئيس الرؤساء بن المسلمة (1):
والمسلمة جدتهم من قبل الام، وهي حميدة بنت عمرو أسلمت سنة ثلاث وستين ومائتين، وتزوجت يزيد بن منصور الكاتب، فأولدها أم كلثوم، فتزوجها أبو عمر الحسن بن عبيد جدهم. تولى أبو الفرج هذا بعد أبيه إستادراية الامام المقتفي ثم لولده المستنجد، وكان عظيما في أيامه كالوزير، ثم تولى أمر البيعة للامام المستضئ بأمر الله في سنة ست وستين فولاه الوزارة ولقب عضد الدين، وكان مشكور السيرة، ثم حسد وسعوا فيه حتى عزله المستضئ بعد سنة، ولزم بيته فلم يزالوا عاملين في أذاه حتى أدت الحال إلى خروجه من داره بأهله من دار الخلافة سنة سبعين، وأقام برباط شيخ الشيوخ أبي القاسم عبد الرحيم أياما ثم انتقل إلى دار النقيب أبي عبد الله ابن المعمر العلوي بأهله ثم إنه خلع عليه خلعة جميلة غير خلعة الوزارة ثم ولى الوزارة، وأهان الله أعداءه ونهب دور بعضهم حتى عزم على الحج سنة ثلاث وسبعين.
قال القاضي عمر القرشي: أول سماع الوزير سنة سبع عشرة من أبي القاسم بن الحصين ثم من عبيد الله بن محمد البيهقي وزاهر الشخامي. روى عنهم وسمع منه عمر القرشي والحافظ أبو بكر محمد بن أبي غالب الباقدرائي وأبو الفضل عبيد الله وأبو نصر علي ابنا الوزير - أعني هو.
قال القرشي: سمعته يقول: ولدت سنة سبع عشرة وخمسمائة. وتوجه عازما على الحج سنة ثلاث وسبعين وعبر دجلة ومعه الأكابر فسار حتى بلغ قطفتا فعرض له ثلاثة نفر في زي الصوفية، فتقدم أحدهم ومعه رقعة فسأله أخذها منه فتقدم حاجب وقال: هات الرقعة. فأبى أن يسلمها إلا إلى الوزير. فأذن الوزير في تقديمه فقرب منه وتبعه الآخران، فلما وصل إليه جرحه بسكين معه وتبعه الآخران أيضا فسقط عن فرسه، فرمى الحاجب نفسه عليه ليقيه فجرح أيضا وجعل النفر يجولون في الناس
صفحة ٣٢