مختصر معارج القبول
الناشر
مكتبة الكوثر
رقم الإصدار
الخامسة
سنة النشر
١٤١٨ هـ
مكان النشر
الرياض
تصانيف
١٨-الإرادة: والحديث عن هذه الصفة يتضمن أمرين:
الأول: إثبات صفة الإرادة له تعالى.
والثاني: أنه لا يكون إلا ما يريد، فهو سبحانه منفرد بالإرادة، فلا مشيئة ولا إرادة بعد مشيئته، والمراد بالإرادة هنا الإرادة الكونية القدرية.
فمن أدلة الأول قوله تَعَالَى ﴿يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم * وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلًا عظيمًا * يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفًا﴾ (١)، وقوله تعالى: ﴿ولو شاء الله لأعنتكم﴾ (٢) وقوله تعالى: ﴿نصيب برحمتنا من نشاء﴾ (٣) .... وغير ذلك من الآيات.
ومن أدلة الثاني قوله تَعَالَى: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾ (٤)، وقوله
_________
(١) النساء: ٢٦-٢٨.
(٢) البقرة: ٢٢٠.
(٣) يوسف: ٥٦.
(٤) الإنسان: ٣٠، التكوير: ٢٩.
1 / 48