358

مختصر معارج القبول

الناشر

مكتبة الكوثر

الإصدار

الخامسة

سنة النشر

١٤١٨ هـ

مكان النشر

الرياض

تصانيف

وَالدِّمَاءِ الْمُهْرَقَةِ وَالْأُمُورِ الصِّعَابِ وَالْأَسْلِحَةِ الْمَسْلُولَةِ بَيْنَ المسلمين بسبب السبئية ومن وافقهم عَلَى قَتْلِ عُثْمَانَ، وَكَانَ غَالِبُهُمْ مُنَافِقِينَ، وَقَلِيلٌ منهم من أبناء صحابة مَغْرُورُونَ، فَحَصَلَ مِنْ ذَلِكَ فِي يَوْمِ الْجَمَلِ وصفين وغيرهما وقائع يطول ذكرها.
-فأما موقعهة الْجَمَلِ فَكَانَتْ بِمَحْضِ فِعْلِ السَّبَئِيَّةِ قَبَّحَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى، لَيْسَ بِاخْتِيَارِ عَلِيٍّ ﵁ ولا طلحة ولا الزبير ولا أم أمؤمنين ﵃، بل بات الفريقين متصالحين بخير ليلة، فتوطأ أهل الفتنة، وتمالؤا عَلَى أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ وَيُنْشِبُوا الْحَرْبَ بَيْنَ الْفِئَتَيْنِ مِنَ الْغَلَسِ، فَثَارَ النَّاسُ مِنْ نَوْمِهِمْ إِلَى السِّلَاحِ فَلَمْ يَشْعُرْ أَصْحَابُ رَسُولِ الله ﷺ إلا بالرؤوس تَنْدُر (١) والمعاصم (٢) تتطاير ما يريدون ما الأمر حتى عقر الجمل (٣) وانكشفت الحال

(١) تسقط. انظر لسان العرب ص٤٣٨٢.
(٢) أي الأيدي. قال في لسان العرب ص ٢٩٧٨: (والمِعْصَم: موضع السوار من اليد وربما جعلوا المعصم اليد، وهما معصمان) .
(٣) أي قطعت قوائم الجمل الذي كانت عليه عائشة ﵂. انظر البداية والنهاية (٧/٢٥٥)، ولسان العرب ص: ٣٠٣٤.
وكانت وقعة الجمل بالبصرة. انظر البداية والنهاية (٧/٢٤١-٢٥٦) .
ومن المهم أن نعلم النزاع بين علي ومعاوية لم يكن على الخلافة وإنما كان بسبب مسألة الاقتصاص من قتلة عثمان كما سيأتي إن شاء الله تعالى. وارجع في هذا ما كتبه الشيخ محمد الوهيبي حفظه الله في مجلة البيان، العدد (٢٧) تحت عنوان: الإمساك عما شجر بين الصحابة.

1 / 390