73

مختصر كتاب الأم

الناشر

دار الأرقم بن أبي الأرقم

مكان النشر

بيروت

ظل بحال وإذا كان ذلك فسقط للقائم ظل ما كان الظل فقد زالت الشمس وآخر وقتها في هذا الحين إذا صار كل شيء مثله فإذا جاوز ظل كل شيء مثله بشيء ما كان فقد خرج وقتها ودخل وقت العصر لا فصل بينهما والظل في الشتاء والربيع والخريف مخالف له فيما وصفت من الصيف وإنما يعلم الزوال في هذه الأوقات بأن ينظر إلى الظل ويتفقد نقصانه فإنه إذا تناهى نقصانه زاد فإذا زاد بعد تناهي نقصانه فذلك الزوال وهو أول وقت الظهر ثم آخر وقتها إذا علم أن قد بلغ الظل مع خلافه ظل الصيف قدر ما يكون ظل كل شيء مثله في الصيف.

قال الشافعي: فإذا كان الغيم مطبقاً راعى الشمس واحتاط بتأخيرها ما بينه وبين أن يخاف دخول وقت العصر فإذا توخى فصلى على الأغلب عنده فصلاته مجزئه عنه وذلك أن مدة وقتها متطاول حتى يكاد يحيط إذا إحتاط بأن قد زالت قال: وعلمه بنفسه وأخبار غيره ممن يصدقه أنه قد صلى قبل الزوال إذا لم ير هو أو هم يلزمه أن يعيد الصلاة فإن كذب من أعلمه أنه صلى قبل الزوال لم يكن عليه إعادة والاحتياط له أن يعيد وإذا كان أعمى وسعه خير من يصدق خبره في الوقت والإقتداء بالمؤذنين فيه وإذا كان محبوساً في موضع مظلم أو كان أعمى ليس قربه أحد توخى وأجزأت صلاته.

تعجيل الظهر وتأخيرها

قال الشافعي: وتعجيل الحاضر الظهر إماماً ومنفرداً في كل وقت إلا في شدة الحر فإذا اشتد الحر أخر إمام الجماعة ينتاب من البعد الظهر حتى يبرد بالخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من قیح جهنم. وقد اشتكت النار إلى ربها فقالت رب أکل بعض بعضاً فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف فأشد ما تجدون من الحر من حرها وأشد ما تجدون من البرد من زمهريرها(١).

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة فإن شدة الحر من قيح جهنم(٢).

(١) رواه البخاري. باب مواقيت الصلاة وفضلها باب الإبراد بالظهر في شدة الحر. رواه مسلم كتاب المساجد في مواضع الصلاة / استحباب الابراد في شدة الحر حديث ١٧٤ / الشعب القاهرة

(٢) رواه البخاري باب مواقيت الصلاة وفضلها باب الابراد بالظهر في شدة الحر.

73